ابتكار لقاح لوقف الوباء القادم
أعلن فريق من العلماء أن لقاحا يحمي من جميع أشكال الإنفلونزا قد يكون متاحا في غضون خمس سنوات، بعد تجربة "واعدة" على الحيوانات.
ويتحور فيروس الإنفلونزا باستمرار، لذا هناك حاجة إلى لقاحات جديدة كل عام لتجنب العدوى. لكن علماء في الولايات المتحدة قالوا إن نهجهم "المبتكر" يستهدف جزءا من الفيروس لا يتحور.
وأظهرت تجربة مبكرة على القرود أن تكنولوجيا اللقاح، التي تم تصميمها على أساس فيروس عمره 100 عام، ولدت "استجابة مناعية قوية" ضد متغير حديث.
وقال العلماء إن عملهم يثير الأمل في إمكانية ظهور لقاح بجرعة "واحدة وفعالة" يمنح مناعة مدى الحياة ضد الفيروس المتحور.
وقال جونا ساشا، الأستاذ في جامعة أوريغون للصحة والعلوم في الولايات المتحدة: "إنه أمر مثير لأنه في معظم الحالات، يؤدي هذا النوع من أبحاث العلوم الأساسية إلى تقدم العلم بشكل تدريجي .. يمكن أن يصبح هذا في الواقع لقاحا خلال خمس سنوات أو أقل".
وتستهدف لقاحات الإنفلونزا الحالية البروتينات التي تبرز من سطح الفيروس، والمعروفة باسم البروتينات الشوكية.
لكن البروتينات الشوكية يمكن أن تتحور لتتهرب من الأجسام المضادة، التي ينتجها جهاز المناعة في الجسم للدفاع ضد الفيروس.
وفي الدراسة، التي نشرت في مجلة Nature Communications، استخدم العلماء تكنولوجيا لقاح تم تطويرها في الأصل لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية. وهو يعمل عن طريق استخدام فيروس الهربس غير الضار، المسمى الفيروس المضخم للخلايا (CMV)، لتوصيل جزء من الشفرة الوراثية من فيروس الإنفلونزا إلى الخلايا في الجسم لتقليد العدوى.
وقال العلماء إن منصة اللقاح هذه مصممة لاستهداف جوهر الفيروس، والذي على عكس البروتينات الشوكية، لا يتحور بمرور الوقت.
واختبر الفريق اللقاح على 11 قردا مصابا بفيروس H5N1، وهو فيروس إنفلونزا الطيور الذي يعتقد الخبراء أن لديه القدرة على أن يصبح الوباء البشري التالي.
لكن هذه التكنولوجيا كانت مبنية على فيروس قاتل يعود إلى قرن مضى وأودى بحياة نحو 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
وقال الفريق إن ستة قرود تم تطعيمها ضد الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 نجت من التعرض لفيروس H5N1 الأكثر حداثة.
وأضافوا أنه في المقابل، فإن القرود غير المحصنة في المجموعة الضابطة التي تعرضت لفيروس H5N1 ماتت بالمرض.
وأشار العلماء إلى أن نهجهم يستهدف نوعا معينا من الخلايا المناعية في الرئتين تُعرف باسم خلايا الذاكرة التائية المستجيبة، القادرة على التعرف على البروتينات الموجودة في قلب الفيروس والتي لا تتحور.
وقال البروفيسور ساشا: "لقد نجح الأمر لأن البروتين الداخلي للفيروس كان محفوظا جيدا. حتى بعد ما يقارب 100 عام من التحور، لا يستطيع الفيروس تغيير تلك الأجزاء المهمة للغاية من نفسه".
وأوضح الفريق أن هذه الدراسة تثير إمكانية تطوير لقاح ضد فيروس H5N1 لدى البشر.
وقال دوغلاس ريد، الأستاذ المشارك في علم المناعة في مركز أبحاث اللقاحات بجامعة بيتسبرغ في الولايات المتحدة: "إذا أصاب فيروس قاتل مثل H5N1 الإنسان وأدى إلى انتشار جائحة، فنحن بحاجة إلى التحقق بسرعة من صحة ونشر لقاح جديد".
وأضاف العلماء أن تكنولوجيا اللقاح الخاصة بهم، المرخصة من قبل شركة علم المناعة Vir Biotechnology، يمكن أن تعمل أيضًا على فيروسات أخرى، مثل Sars-CoV-2، الذي يسبب "كوفيد-19"، لتوفير مناعة طويلة الأمد.