(ثم قست قلوبكم من بعد ذلك)
علي سعادة
القلب الطيب يقسو أحيانا عندما يجرح ويهمل ويترك وحيدا في ظلمات البحر اللجي، لكنها قسوة تمحوها لمسة رقيقة، أو اعتذار وسعي حثيث للمغفرة والتبرك بعتبات باب الحبيب.
لكن كيف يكون القلب أشد قسوة من الحجارة؟ كيف يجف ويتصحر ويصبح أرضا قاحلة، كيف يصبح قلبا خربا تعشش فيه الخفافيش وتزوره الغربان؟
كيف نعثر على من حين نراه نقول: ما زالت الدنيا بخير؟
كانوا يقولون: كل عقوبة طهارة، إلا عقوبة القلب فإنها قسوة.
يقول ابن القيم: القلوب آنية الله في أرضه فأحبها إلى الله أصلبها وأرقها وأصفاها.
ويقول العارفون: ما ابتلي أحد بمصيبة، أعظم عليه من قسوة قلبه.
حين يقسو قلب عليك غادره أو اتركه يخرج من محيط قلبك ودائرة روحك، وإذا واصلت التعلق بمن قسا قلبه فأنت في مأزق كبير وواقع في حب لا شفاء منه، فالقلوب تجازي القلوب.
يقولون: لا تطرق للمرة الثانية بابا أغلق بوجهك عمدا.