سلوكيات تمنع الإصابة بالسرطان

سلطت دراسة حديثة أجرتها جمعية السرطان الأمريكية الضوء على التأثير الكبير لعوامل الخطر القابلة للتعديل على الإصابة بالسرطان والوفيات. 


وقد كشفت التي نشرها موقع medical news today، أن ما يقرب من 40٪ من جميع تشخيصات السرطان، وما يقرب من نصف جميع الوفيات الناجمة عن السرطان بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 عامًا فما فوق، يمكن أن تعزى إلى عوامل مرتبطة بنمط الحياة، والتي تقع تحت سيطرتنا.

وتحدد الدراسة، استنادا إلى بيانات من عام 2019، العديد من عوامل الخطر الرئيسية القابلة للتعديل والمرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسرطان. وتشمل هذه تدخين ، واستهلاك الكحول، وزيادة وزن الجسم، والخمول البدني، والتعرض للأشعة فوق البنفسجية.

ووفقا للدكتور فرهاد إسلامي، المدير العلمي الأول لجمعية السرطان الأمريكية والمؤلف الرئيسي للدراسة، فإن الوعي بهذه العوامل أمر بالغ الأهمية لتشكيل استراتيجيات فعالة للوقاية من السرطان.

وأكد الدكتور إسلامي أن "تدخين السجائر وحده يمثل ما يقرب من 20% من جميع حالات السرطان، و30% من الوفيات المرتبطة بالسرطان. وعلى الرغم من التقدم الذي تم إحرازه في خفض معدلات التدخين، إلا أن التفاوتات لا تزال قائمة بين المجموعات الاجتماعية والاقتصادية؛ مما يؤكد الحاجة إلى سياسات شاملة لمكافحة التبغ".

وتم تحديد السمنة، وتعاطي ، والتعرض للأشعة فوق البنفسجية، والخمول البدني باعتبارها عوامل الخطر التالية الأكثر أهمية التي يمكن تعديلها والتي تساهم في الإصابة بالسرطان. 

وأشار الدكتور إسلامي إلى أن التدخلات المستهدفة، مثل تعزيز أنماط الحياة الصحية وزيادة الوعي العام، يمكن أن تخفف من هذه المخاطر، وتقلل من العبء الإجمالي للسرطان.

وسلطت الدراسة الضوء أيضًا على التأثير غير المتناسب لعوامل الخطر هذه على أنواع معينة من السرطان. على سبيل المثال، وجد أن جميع حالات سرطان عنق الرحم ونسبة كبيرة من أنواع السرطان الأخرى مثل سرطان الرئة، والأورام الميلانينية يمكن أن تعزى إلى هذه العوامل القابلة للتعديل.

وشدد الدكتور نيليش فورا، المدير الطبي في معهد ميموريال كير تود للسرطان، على أهمية تثقيف مقدمي الرعاية الصحية والجمهور حول هذه النتائج، وعلق قائلا: "إن فهم عوامل الخطر القابلة للتعديل يمكن أن يمكّن الأفراد من اتخاذ خيارات صحية، ويقلل من خطر الإصابة بالسرطان".

وللمضي قدمًا، يدعو مؤلفو الدراسة إلى تنفيذ أوسع للتدابير والسياسات الوقائية التي تستهدف عوامل الخطر هذه. ويشمل ذلك مبادرات لتعزيز الإقلاع عن التدخين، وتشجيع الأنظمة الغذائية الصحية والنشاط البدني، وزيادة الوعي حول مخاطر التعرض للأشعة فوق البنفسجية.

وخلص الدكتور إسلامي إلى أن "دمج هذه النتائج في حملات الصحة العامة والممارسات السريرية يمكن أن يكون له تأثير عميق على خفض معدلات السرطان. فمن خلال معالجة عوامل الخطر القابلة للتعديل هذه بشكل شامل، لدينا الفرصة لمنع عدد كبير من حالات السرطان وإنقاذ الأرواح".