غزة أصبحت بوصلة العالم

إبراهيم القعير


شئتم أم أبيتم، انتصرت المقاومة الفلسطينية رغم قلة الحيلة والأسلحة البدائية، ورغم أنهم في سجن مغلق ومحكم الإغلاق من جميع الاتجاهات. ورغم مشاركة دول عظمى بأحدث الأسلحة المحرمة دوليًا، ورغم صغر مساحة المعركة التي لا تعادل مساحة مدينة في بعض الدول.

علامات الانهزام بعد مضي عشرة أشهر من القتال المستميت ظهرت جلية، وتجلت في الكيان الصهيوني المنهزم، المنهار، والمرتبك، والعاجز. واعترفوا بتدمير معظم دباباتهم وناقلات الجند التي تُعد أشهر الدبابات في العالم، وانهيار دور التكنولوجيا التي كانوا يعتمدون عليها. واعترفوا أيضًا أن جنودهم أبيدوا، علمًا بأن معظمهم مرتزقة.

انهزموا عسكريًا، واقتصاديًا، واجتماعيًا، وسياسيًا. وانهارت جبهتهم الداخلية وتعاظمت المظاهرات حتى أثبتوا زيف الديمقراطية والحرية والتحضر الذي يدعون. ودُمرت العديد من المنشآت الحربية الحساسة والمكلفة.

لنقلها بصراحة: ما نشر في العديد من المواقع الإخبارية أثبت بالصور والمقابلات أنه لولا الشركات العربية والإسلامية التي تمد الكيان الصهيوني بالمواد الغذائية والأدوية، لماتوا جوعًا منذ عدة أشهر.

لقد صوت كنيست الكيان الصهيوني برفض إقامة دولة فلسطينية. جميع أقوالهم وأفعالهم تدل على هدفهم اللا إنساني واللا أخلاقي واللا قانوني بإبادة الشعب الفلسطيني.

لقد أثبتت الحرب أن العالم الذي يدعي أنه متحضر وديمقراطي هو في الحقيقة لا إنساني ولا أخلاقي. وأن العدالة مفقودة، والقوانين الدولية كذبة، ومجلس الأمن والمنظمات مسيسة ومنحازة بلا ضمير. ولا يوجد ما يسمى حقوق الإنسان.