توارد إلى مسامعنا من خلال المواقع الإخبارية إعلان حلف شمال الأطلسي (الناتو) أنه سيفتتح أول مكتب اتصال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العاصمة الأردنية عمان. ووفقاً لبيان الناتو فان القرار يأتي كجزء من خطة عمل الناتو لتعزيز المشاركة والتعاون مع الشركاء ويمثل علامة فارقة في الشراكة الإستراتيجية العميقة بين الناتو والأردن.

من ميزات هذا التعاون المشترك هو التواصل المنتظم بين الناتو والأردن والسعي في تعزيز التوصل إلى فهم أفضل للسياق الوطني والإقليمي، بالإضافة إلى تطوير برامج وأنشطة مشتركة كالمؤتمرات وبرامج التدريب في مجالات مثل التحليل الإستراتيجي وإدارة الأزمات، وتغير المناخ.

إن سيادة الأردن على أراضيه واستقراره أمنياً وسياسياً قد ساهم في ثقة الناتو وتعزيز تلك الثقة من خلال انشاء مكتب الاتصال في عمان. كمان أن إنجازات القوات المسلحة الأردنية قد عززت مكانة الأردن الدولية في بسط الأمن والاستقرار المجتمعي من خلال محاربة الإرهاب ومكافحة تهريب المخدرات وحماية الحدود وغيرها من الانجازات مما عزز أهمية التبادل المعرفي مع الناتو، حيث أن الحوار الأمني والتعاون المشترك يتخذا نمط اعتدال المنظومة الفكرية في المجال الأمني والمجتمعي في الأردن خصوصاً في مجال التعاون بمكافحة الإرهاب والأمن السيبراني وضبط التهديدات المتصاعدة في المنطقة.

لقد حرص الأردن الذي يتمتع بموقع جيوسياسي مهم حيث أنه يتوسط منطقة مليئة بالصراعات على الحفاظ على سيادته المطلقة وحرص على تطوير علاقاته مع الناتو مع إبقائه على علاقات عميقة وجذرية ومعتدلة مع الجوار العربي. هذا الاتزان الأردني أدّى الى إهتمام الدول الأعضاء في حلف الناتو أن يكون لديها علاقات أوسع وأقوى مع الأردن مما يُشكّل رسالة مهمة من المجتمع الدولي على مكانة الأردن السياسية والأمنية.

ختاماً خاطب أمين عام حلف الناتو جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين قائلاً أن هنالك شراكة متينة بين الأردن والناتو وهو محض تقديره بسبب التزام الأردن القوي وقيادة جلالة الملك الحكيمة، وقد وصف الأردن بأنه واحة استقرار في منطقة الشرق الأوسط، وقد جاء ذلك خلال اجتماع جلالة الملك عبدالله الثاني في بروكسل يوم الثلاثاء الموافق ١٦ /٧/ ٢٠٢٤ مع الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ.