خلية الابتكار المجتمعية في العقبة: جسر نحو مستقبل متجدد بالتكنولوجيا والإبداع

  كتب أ.د. محمد الفرجات

مدينة العقبة، تلك البوابة البحرية الحيوية في الأردن، تشهد اليوم تحولاً ملموساً نحو تطوير مستدام واقتصاد قائم على الابتكار. في هذا السياق، تبرز أهمية إنشاء "خلية الابتكار المجتمعية"، برعاية سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، كمنصة حيوية للتفاعل الإبداعي بين مختلف أطراف المجتمع، بهدف تعزيز التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد المحلي في المدينة.

خلية الابتكار المجتمعية تعتبر إطاراً حديثاً للحوكمة المحلية، حيث تجمع بين الحكومة المحلية والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية في جلسات عصف ذهني دورية. تهدف هذه الجلسات إلى استخلاص أفكار مبتكرة في مجالات حيوية مثل السياحة، الصناعة، الاستثمار، التكنولوجيا، والتكيف مع التغير المناخي. تلك الأفكار لا تقتصر على النظريات فحسب، بل تسعى لتطوير حلول عملية قابلة للتطبيق، تسهم في تعزيز التنمية المحلية وتحسين الخدمات والبنية التحتية في المدينة.

من جهة أخرى، يعزز تبني خلية الابتكار للمشاريع الابتكارية مثل تقنيات النانوتكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي، والروبوتات في مجالات الطب، الهندسة، والزراعة، مكانة العقبة كمركز عالمي للابتكار التكنولوجي. هذه التقنيات لا تقدم فقط حلاً للتحديات الحالية، بل تفتح أبواباً جديدة للاستثمار والتطوير، مما يعزز من تنافسية المدينة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

إن تحقيق الاستدامة والازدهار في العقبة يعتمد بشكل كبير على مثل هذه المبادرات الابتكارية التي تجمع بين الفكر الجريء والعمل الجماعي. بالتالي، تدعو خلية الابتكار المجتمعية جميع الفاعلين في المجتمع، خاصة الشباب ورواد الأعمال، للمشاركة الفعالة وتقديم الأفكار التي قد تغير مستقبل المدينة وتجعلها نموذجاً مثالياً في الاقتصاد القائم على الابتكار.

في الختام، يبرز دور خلية الابتكار المجتمعية كجزء أساسي من رحلة العقبة نحو مستقبل متجدد ومزدهر، حيث تمثل فرصة للجميع للمشاركة في تحديد مسار المدينة نحو التقدم والازدهار بما يتناسب مع تطلعات الأجيال الحالية والمستقبلية.