الانتخابات النيابية وصدع بين الأقارب

  بقلم : أحمد عارف الصمادي
 
مع اقتراب الانتخابات النيابية المقبلة، يشهد الشارع الأردني نقاشات حادة وخلافات بين الأقارب والأصدقاء بسبب آلية التصويت الداخلي للعشيرة. هذه الآلية، التي تهدف إلى تحقيق تمثيل أفضل للعشيرة في البرلمان، تسببت في زيادة المشاجرات والفرقة بين الناس.

آلية التصويت الداخلي وأضرارها
عندما يتحول التصويت إلى صراع داخلي بين أفراد العشيرة، يفقد الهدف الأساسي من العملية الانتخابية. بدلاً من التنافس الشريف لاختيار أفضل المرشحين لتمثيل الشعب، نجد أنفسنا أمام معارك كلامية ومشاجرات قد تصل إلى العنف. هذه الصراعات تفرق بين الناس وتدمر الروابط الاجتماعية التي نعتز بها في مجتمعنا الأردني.

الالتزام بأحكام القانون والهيئة المستقلة للانتخابات
من الضروري أن نلتزم جميعًا بأحكام القانون والتعليمات التي وضعتها الهيئة المستقلة للانتخابات والتي تهدف الى ضمان نزاهة العملية الانتخابية وتمثيل عادل لجميع فئات المجتمع للتاكيد على اهمية دور المجلس النيابي في مراقبة الاداء الحكومي والمساهمة في الجوانب التشريعية تمثيلا لرؤى جلالة الملك عبدالله الثاني . لذا يجب على جميع المرشحين والمواطنين احترام هذه القوانين والتعاون مع الهيئة لتحقيق انتخابات نزيهة وشفافة.

تقبل الآراء المختلفة
في بعض الأحيان، قد نضطر لتقبل بعض الآراء ليس اقتناعًا بها، ولكن كي يصمت أصحابها. الانفتاح على الآراء المختلفة والتسامح معها هو جزء من العملية الديمقراطية. حيث ان العملية الديموقراطية الحقيقية تعني قبول الاخر بعيدا عن الاقليمية الضيقة .
الشعب الأردني شهد مؤخرًا انقسامًا كبيرًا داخل العشيرة الواحدة، حيث انقسم الناس بسهولة بين مؤيد ومعارض. ليس من باب التواضع أن نقول "الله أعلم"، بل هو تعبير عن اعترافنا بحدود معرفتنا.

خاتمة
الانتخابات النيابية فرصة لصنع التغيير وبناء مستقبل أفضل للأردن. دعونا نتحد جميعًا، نحترم آراء بعضنا البعض، نبتعد عن التعصب والاقليمية الضيقة، ونعمل معًا لتحقيق انتخابات نزيهة وعادلة تعكس تطلعات الشعب الأردني.