ندوة حوارية بمؤسسة مسارات الأردنية بعنوان: "الأردن وثلاثية إسرائيل، إيران، الإرهاب"

قال الخبير والمحلل السياسي الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة، إن الحرب الحالية في قطاع غزة ليست جولة حرب، وإنما هي حرب لها خلفيات كثيرة تحمل فكرة التصفيات وفيها عدة تسويات في سوريا ولبنان وفلسطين.


وأكد السبايلة في ندوة حوارية أقيمت بمؤسسة مسارات الأردنية للتنمية والتطوير بعنوان: "الأردن وثلاثية إسرائيل، إيران، الإرهاب"، وأدارها الرئيس التنفيذي لمؤسسة مسارات الصحفي طلال غنيمات، وبحضور نخبة من السياسيين والإعلاميين والشباب، أن الأردن دولة محكومة بالسياسات، وأن أي تأثير في المحيط تضطر الدولة للتعامل معه، وإعادة العلاقات مع الدول المختلفة وفق تلك السياسات كإعادة العلاقات مع سوريا، بالحوار ودرء أي خطر.

وأفاد أنه بالرغم من عدم الاستفادة من إعادة العلاقات مع سوريا، إلا أن ما تم القيام به ضروري في التأسيس لتلك العلاقات وفي المرونة السياسية وإعادة التحالفات مع تلك الدول، وهو ما يحتاج إلى رؤية براغماتية في التعامل مع الواقع، سواء في العراق أو سوريا أو الضفة الغربية.

وأردف السبايلة أن الأردن حاول إعادة البراغماتية الاقتصادية بينه وبين العراق ومصر، لكن الواقع الجغرافي يفرض نفسه، ويمكن التفكير على المدى المتوسط في بناء التحالفات الإقليمية على الكثير من الأمور.

وتابع أن الحرب الحالية هي إعلان لنهاية الأزمة، وأن إعادة العلاقات مع سوريا من قبل الدول هدفها عدم استفراد إيران بها.

وأكد أن الرئيس الإيراني الجديد الإصلاحي مسعود بزشكيان جاء للبدء بعمليات الإصلاح مع الدول، مرجحًا أن المناخ الآن هو لوقت التسويات.

وبيّن أن الأردن قادر على تخفيض مستوى استهدافه، ويجب إغلاق ملف استهدافه من قبل سوريا، وإعادة العلاقة مع العراق، والحرص على علاقتها مع السعودية لأنها قريبة منها جغرافيًا وتتكامل معها في التنمية الاقتصادية، مشيرًا إلى أهمية فتح قنوات من الاقتصاد وإعادة البناء السياسي معها وأن تقفز العلاقة الاقتصادية بها لتكون أحد شرايين الأردن.

ونوّه السبايلة إلى أن شخصية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تتميز بنضوج سياسي كبير.

وتابع أن الأردن مضطر على التعامل مع واقع موجود في العراق وليس علاقة اختيارية، سواء في الحرب العراقية الإيرانية والحرب الأمريكية وسقوط النظام في العراق، لافتًا إلى أن الأردن حل قضية العقائد في العراق عبر قوات الصحوة التي هي فكرة أردنية، وتعززت ملاءات مناطق السنة في الأردن في تلك الفترة.

وأكد أن أميركا لها علاقات مع الفصائل على مختلف عقائدها بالعراق وقد تبنوها على مرحلتين، في مرحلة ما بعد سقوط النظام العراقي ومرحلة مواجهة داعش عبر تسليحها وتدريبها.

وبيّن أن إيران لها نموذج غير صحي سياسيًا في داخلها أو في العراق أو في سوريا ولبنان، مشيرًا إلى أن تنظيم داعش سيرجع بقوة وكل المؤشرات تدل على ذلك.

وأفاد أن المثلث الحدودي للأردن والعراق وسوريا هو منطقة تهريب، مرجحًا أن الأسابيع القادمة ستكون وجهة إسرائيل إلى المليشيات الشيعية اللبنانية، وستكون لديها أولويات واضحة تسير عليها بوجود الميليشيات التي بدأت تهددها فتقودها إلى ناحية الاستهداف المباشر.

وأكد أن إسرائيل تقوم على مبدأ تفتيت الساحات لتستفرد بها، منوهًا أن إسرائيل لا تريد سلطة فلسطينية ذات طابع سياسي، وإنما للتنسيق الأمني، ليكون المستقبل أن يواجه الفلسطيني فلسطينيًا وليس إسرائيليًا يواجه فلسطينيًا.

ويرى السبايلة أن السلطة الفلسطينية لا يمكن التعويل عليها كشريك سياسي للأردن، لأن لديها رؤية بعد سنوات لتكون المشهد الفلسطيني، بسبب انقسامات بحماس والجهاد وفتح، ولن يسمح الفلسطينيون بأن يكون للأردن دور أساسي في اختيار مقعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبالتالي هدفها تعطيل السياسة الأردنية.