تدهور الخدمات الصحية يهدد حياة الحوامل في غزة


تواجه النساء الحوامل في غزة مخاطر عدة كنتيجة لتدهور وضع القطاع الصحي بالإضافة إلى النزوح المتكرر.

ووثقت منظمة إنقاذ الطفل العالمية لجوء بعض النساء الحوامل لتحفيز الولادة بشكل غير آمن في المنزل خوفا من بدء أعراض الولادة خلال فترة النزوح. وتخاف العديد من النساء من الذهاب إلى المشافي خوفا من القصف المتكرر، وفقدت بعض النساء حياتهن بسبب قلة توفر الخدمات الصحية وصعوبة الوصول إلى الأطباء، بحسب إنقاذ الطفل.

ولد في غزة حوالي خمسين ألف طفل خلال الحرب المستمرة، حيث كانت ظروف الولادة مهينة وصعبة وغير نظيفة ولم يحصلوا على الخدمات الصحية الأساسية.

تواجه النساء في غزة تحديات كبيرة خلال حملهم، منها شح الغذاء والماء النظيف والنزوح المتكرر وفقدان الأقارب والخوف من الإصابة أو الموت. أخبرت أحد الأمهات فريق إنقاذ الطفل أنها لم تتناول اللحوم خلال الخمس أشهر الماضية من حملها مما أدى إلى خسارة الوزن قبل الولادة.

يقدم فريق إنقاذ الطفل الدعم للنساء الحوامل والمواليد الجدد والعائلات، في مركز الرعاية الأولية، في دير البلح، وقد وثق الفريق الظروف المرعبة التي تمر بها النساء خلال الولادة والمعاناة التي يمر بها المواليد الجدد خلال الأسابيع الأولى والتي تكون بالعادة غير مستقرة.

تشكل الانقطاعات المتكررة للكهرباء خطرًا كبيرًا على الأطفال في الحالات الحرجة ومنهم الأطفال في الحاضنات.

وقالت الدكتورة رغدة، طبيبة نسائية وتوليد من إنقاذ الطفل في نيسان الماضي: "أخبروني أن هناك سيدة حامل، فقمت بفحصها وتبين أنها تقريبا أكملت أشهر حملها التسعة. كان لديها نبض ضعيف عندما وصلت إلى المستشفى. وكانت قد أصيبت بسكتة قلبية قبل وصولها بدقيقتين. قررنا إجراء عملية قيصرية لمحاولة إنقاذ الطفل والأم. لم يكن لدي سوى القفازات ومناديل تعقيم ومشرط. عمر الأم 33 عام وكان المولود أنثى".

كانت الأم ممرضة في مستشفى الشفاء. كانت أحشاؤها خارج جسمها وكان هناك نزيف. لكنها لم تنجو الأم.

في حزيران، قالت شريفة خان، قابلة تعمل في الوحدة الصحية للحالات الطارئة التابعة لإنقاذ الطفل: لقد شاهدنا التوتر والبؤس المستمرين يؤثران على النساء مع اتخاذ قرارات مصيرية مثل تحريض المخاض باستخدام الأدوية خوفا من فقدان أطفالهن إذا اضطررن الى النزوح مره اخرى للنجاة.

ووثقت إنقاذ الطفل حالة لسيدة تم إسعافها إلى وحدة الأمومة المدعومة من منظمة إنقاذ الطفل، لجأت الأم والتي كادت أن تفقد حياتها إلى تحفيز ولادتها منزليًا ما تسبب بمضاعفات قادت الى تمدد الرحم وتمزقه وإلى نزيف حاد.

تمكن فريق إنقاذ الطفل من تقديم الإسعافات المطلوبة وإنقاذ حياة الأم والجنين والذي كان من الممكن أن يؤدي إلى تأخير في تقديم العلاج بوفاة الجنين أو ولادته.

كانت لدينا حالة اخرى لأم انجبت طفلها بأمان وخرجت من المستشفى في اليوم التالي، لكنها عادت بعد ثلاثة ايام وكان طفلها خاملاً، ويعاني من ارتفاع في درجات الحرارة ويرفض الرضاعة الطبيعية، وكان لديه تورم في الحبل السري مع قيح، هذه الحالة شائعة فقط في المناطق ذات النظافة المتدنية، حيث يمكن أن تنتشر في الدم،لسوء الحظ هذه ليست حالة وحيدة

ومع تدمير نظام الرعاية الصحي في غزة، والقيود الكبيرة المفروضة على عمل وكلات الاغاثة، لم تتمكن الامهات الحوامل والنساء الجدد من الحصول على متطلبات الصحة والتغذية الأساسية وفقاً للمعايير الدولية، بحسب منظمة إنقاذ الطفل. وقد تسبب ذلك بأضرار نفسية وجسدية شديدة للعديد من الامهات وأطفالهن، حيث اتخذ البعض اجراءات شديدة لمحاولة حماية أطفالهن الذين لم يولدو بعد.

ريشيل كومنجز، قائد فريق انقاذ الطفل في غزة، قالت: غزة التي نراها ليست مكانا ملائماً للولادة نحن نعلم أن التعرض لفترات طويلة للاجهاد والصدمات النفسية،الى جانب تدني مستوى المرافق الطبية، يمكن ان يؤدي الى الولادة المبكرة ووفاة الأطفال حديثي الولادة.

انه فشل سياسي ذريع بأن تستمر هذه الحرب الطاحنة لمدة تسعة أشهر، وهي الفترة التي تحتاجها المرأة لاتمام الحمل، أو لطفل لتعلم الزحف. اي امراة اصبحت حاملا خلال هذه الفترة لم تعرف سوى الخوف والصدمات والحرمان والنزوح، أي ام حامل ستفعل ذلك في غياب الدعم اللازم الذي تحتاجه للولادة بأمان، واي طفل يولد يتمكن من البقاء على قيد الحياة في هذه الظروف لن يعرف سةى معاني الحرب.

ندعو لوقف فوري ونهائي لاطلاق النار باعتباره السبيل الوحيد لانقاذ الأرواح في غزة، ووضع حد للانتهاكات الخطيرة لحقوق الطفل، لا يوجد بدائل.