القطاطشة: "مجلس النواب أصبح بوقاً للحكومة"

عبد الله قصول

في يوم الخميس الماضي، قامت صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية بإجراء استطلاع للرأي لرصد مدى معرفة المواطنين بموعد الانتخابات النيابية المقبلة. وقد كشفت النتائج عن وجود فجوة كبيرة في الوعي العام، حيث أظهرت أن هناك عددًا كبيرًا من الناس لا يعلمون حتى موعد الانتخابات، بل إن بعضهم لا يبدي أي اهتمام بهذا الشأن على الإطلاق. وقد بدت علامات الغضب والإحباط واضحة على وجوه العديد من المواطنين، الذين عبروا عن استيائهم من أداء النواب الحاليين، إذ أجمع البعض على أن النواب لا يظهرون سوى في فترة الترشح، متسائلين بمرارة: "أين هم بعد ذلك؟". 

هذه المشاعر تعكس حالة من الانفصال بين المواطنين وممثليهم، مما يثير تساؤلات حول فعالية النظام الانتخابي ومدى قدرة النواب على تلبية احتياجات وتطلعات الشعب. إن هذا الواقع يضع تحديات كبيرة أمام العملية الديمقراطية في البلاد، ويستلزم من جميع الأطراف المعنية العمل بجدية لإعادة بناء الثقة وتعزيز التواصل بين الناخبين ومنتخبيهم.

أكد المحلل السياسي الدكتور محمد القطاطشة أن مشكلة مجلس النواب السابق والغضب الشعبي المتصاعد تعود إلى العلاقة المتوترة بين الحكومة والبرلمان. وأوضح أن الشعب الأردني فقد الثقة في المجلس السابق، الذي لم يكن يعمل لصالحهم، بل كان يمرر كل ما تريده الحكومة، وهو ما يتناقض مع الدور الأساسي لمجلس النواب في تمثيل الشعب.

وأشار القطاطشة إلى أن النواب أنفسهم كانوا غير راضين عن المجلس بسبب "سطوة الحكومة عليهم"، حيث كانوا يبررون أفعال الحكومة رغم الأرقام التي تقدمها والتي لا تنعكس إيجابيًا على أرض الواقع أو تؤثر في الشارع. وأضاف أن الشعب لم يشعر بأن البرلمان يعمل لصالحهم، بل أصبح البرلمان بمثابة "بوق للحكومة"، مما جعل دوره سلبيًا وغير فعال في القضايا الوطنية.

نوه الدكتور القطاطشة أن المرشحين الحاليين للانتخابات يواجهون ضغوطًا كبيرة بسبب دعوات واسعة لمقاطعة الانتخابات. وقال: "نحاول إقناع الشعب بأن هناك تغييرًا سيحدث ويطمئن الجميع".

تحدث الدكتور إبراهيم البدور عن أن هناك عدة أسباب وراء الفتور الملحوظ تجاه الانتخابات النيابية. أولاً، يشير إلى التأثير الكبير للأحداث الجارية في غزة، حيث يُظهر الناس تعاطفًا كبيرًا مع السكان هناك، مما يؤثر على الاهتمام بالانتخابات النيابية. كما أن هناك شعورًا بالإحباط بين الناس، حيث يرون أن الأولوية يجب أن تكون لدعم غزة أو تسليط الضوء على ما يحدث هناك.

يضيف البدور أن الوضع الاقتصادي الصعب يتطلب أن يكون تطويره أولوية قصوى، مشيرًا إلى أن التحديات الاقتصادية الحالية تؤثر سلبًا على المشهد الانتخابي. وعلى صعيد آخر، يشير البدور إلى أن التراكمات الناتجة عن العمل النيابي وما يصفه بالإحباطات المتراكمة قد أثرت على المشهد السياسي، وهذا إلى جانب عدم قدرة النواب على تلبية احتياجات الناخبين وعدم قدرة الحكومة على تلبية المطالب، مما أدى إلى عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات النيابية، حيث يشعرون بأن النواب غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الخدمية.

صرح المدير التنفيذي لراصد الأردن، الدكتور عامر بني عامر، بأن الفتور الشعبي الحالي تجاه الانتخابات له العديد من الأسباب، مشيرًا إلى أن الحكم النهائي لا يزال مبكرًا، حيث يتوقع أن يتزايد الحراك الانتخابي خلال الأيام المقبلة. وأوضح بني عامر أن الفتور يرجع إلى عدة عوامل، أبرزها عدم وضوح الكتل المترشحة والتحالفات على مستوى الدوائر المحلية، وعدم الإعلان عن مترشحي القوائم الحزبية.

أضاف بني عامر أن بقاء المجلس الحالي مما لا يعطي الناس إحساسًا ببدء الحراك الانتخابي، ولكن من المتوقع أن يحدث تسارع كبير بمجرد حل المجلس. وقال بني عامر إن تأثير الوضع الإقليمي، خاصة ما يشهده قطاع غزة ولبنان من أحداث. وأشار بني عامر إلى أن الفتور الانتخابي قبل الترشح الرسمي يعتبر أمرًا معتادًا، ولكنه يتوقع أن يشهد الحراك الانتخابي زخمًا كبيرًا بعد بدء الترشح. وأضاف أن مواقع التواصل الاجتماعي تشهد محتوى غير مسبوق متعلق بالانتخابات، وأن هناك تفاوتًا في الحراك الانتخابي بين مختلف مناطق الأردن، مما يظهر جليًا في نسب المشاركة.