استقالة الدكتور نزار حداد ..

سامي قرعان 

العاملون في القطاع الزراعي هم أكثر فئات المجتمع تذمر و شكوى ، تقريبا هم يشكون من كل شيء ، ويشكون على كل شيء ، ومن تجربة شخصية ومن باب الإطلاع على واقع القطاع الزراعي ، استطيع التاكيد أن تذمر وشكوى الكثير من العاملين في القطاع الزراعي مبررة ومفهومة .

 اليوم ، الحكومة تقبل استقالة مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية الدكتور نزار حداد ،.

هي شهادة حق ، وشهادة شاهد عيان ، إذا كان لدى العاملين في القطاع الزراعي إجماع على احترام شخصيه عاملة في القطاع الزراعي ، فهو اجماع العاملين في القطاع على احترام الدكتور نزار حداد .

أما لماذا ! لنظافة يد الرجل ، وكفاءته العلمية ، وخبرته الواسعة ، ودعمه لمن يستحق الدعم ، وصدقه في التعامل مع العاملين في القطاع ، والأهم أن المركز الوطني للبحوث الزراعية بات فعلا بيت خبرة ، يستطيع اي مواطن ان يطلب المشورة ، فيتواجد خبراء المركز على أرض الواقع ، رغم تواضع موازنة ومخصصات المركز .

 

نحن في الاردن نحتاج لمن يمتلك مثل هذه الصفات في المواقع العامة ، مثل هؤلاء هم من يعيدون الثقة بمؤسسات الدولة ، لا بقبول استقالتهم .

ما اعرفه ، ان الدكتور نزار كان مرشحا اكثر من مرة ، لتسلم حقيبة وزارة الزراعة ، لكن نصائح من مدعين المعرفة والوطنية هم من حرموا الرجل من المنصب الوزاري ، وحرموا البلد من شخصية وازنة وذات كفاءة مشهود لها من الجميع .

قبول استقالة الدكتور نزار - وإن كانت بناء على طلبه - يفتح الباب واسعا للنقاش حول خسارة الكفاءات الوطنية. 

المفروض ان نحتفظ بالكفاءات في القطاع العام تحديدا ، حماية للصالح العام، وإلا كيف يتسق كل ذلك والحديث عن اصلاح القطاع العام والتحديث الإداري .