انهيار الصهيونية
بإلهام: المهندس رائد الصعوب
إن الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر يمكن أن يُشبه بزلزال يضرب مبنى قديم، حيث بدأت التصدعات بالظهور لكنها الآن باتت واضحة في أساساته. بعد مرور أكثر من 120 عامًا على تأسيس المشروع الصهيوني في فلسطين، يُطرح السؤال: هل يمكن لهذا المشروع، الذي يهدف إلى فرض دولة يهودية في بلد عربي إسلامي شرق أوسطي، أن يواجه خطر الانهيار؟
تصدعات المجتمع الإسرائيلي
أول مؤشر على انهيار المشروع الصهيوني هو تصدع المجتمع اليهودي الإسرائيلي. ينقسم هذا المجتمع إلى معسكرين متناحرين لا يجدان أرضية مشتركة. المعسكر الأول يمكن تسميته بـ "دولة إسرائيل"، وهو يضم اليهود الأوروبيين الليبراليين والعلمانيين الذين ساهموا في تأسيس الدولة عام 1948. أما المعسكر الثاني، فهو "دولة يهودا" الذي تطور بين المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة. يتزايد تأثير هذا المعسكر في الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية، وهو يسعى لتحويل إسرائيل إلى دولة ثيوقراطية تشمل كل فلسطين التاريخية.
الأزمة الاقتصادية
ثاني مؤشر هو الأزمة الاقتصادية في إسرائيل. يعاني الاقتصاد الإسرائيلي من تراجع كبير وسط النزاعات المستمرة والاعتماد المتزايد على المساعدات المالية الأمريكية. تراجع الاقتصاد بنسبة 20% في الربع الأخير من العام الماضي، ولا يزال التعافي هشًا. الأزمة تتفاقم مع السياسات المالية الفاشلة للوزير بيتسلئيل سموتريتش، مما يدفع بالطبقة الاقتصادية لنقل استثماراتها خارج البلاد.
العزلة الدولية
ثالث مؤشر هو العزلة الدولية المتزايدة لإسرائيل، حيث بدأت تتزايد الانتقادات العالمية لسياساتها العدوانية، خاصة بعد القرارات الأخيرة للمحكمة الجنائية الدولية. هذه العزلة تتعمق مع تزايد الأصوات التي تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، مما يعكس تغييراً في المزاج الدولي تجاهها.
تغيير المزاج بين الشباب اليهودي
رابع مؤشر هو تغيير المزاج بين الشباب اليهودي حول العالم، حيث بدأ العديد منهم في التخلي عن ارتباطهم بإسرائيل والمشاركة في حركة التضامن مع الفلسطينيين. هذا التغيير يهدد القاعدة الداعمة لإسرائيل، مما يضعف لوبيها القوي في الولايات المتحدة.
ضعف الجيش الإسرائيلي
خامس مؤشر هو ضعف الجيش الإسرائيلي. على الرغم من امتلاكه لأحدث الأسلحة، إلا أن هجوم 7 أكتوبر أظهر محدودياته. يشعر الكثير من الإسرائيليين بالقلق من عدم جاهزية الجيش للدفاع عن الدولة، مما يفاقم الضغوط السياسية والاجتماعية داخل البلاد.
تجدد الطاقة بين الشباب الفلسطيني
سادس مؤشر هو تجدد الطاقة والحيوية بين الجيل الشاب الفلسطيني. هذا الجيل، المتصل بشكل عضوي وواضح بآفاقه المستقبلية، يسعى لتأسيس منظمة ديمقراطية جديدة تسعى للتحرر الحقيقي. يتوقع أن يكون لهذا الجيل تأثير كبير على مسار النضال الفلسطيني في المستقبل.
الخاتمة
إن انهيار المشروع الصهيوني في فلسطين بات متوقعًا. يجب أن يكون هذا الاحتمال جزءًا من النقاش طويل الأمد حول مستقبل المنطقة. عندما يحدث ذلك، نأمل أن تكون هناك حركة تحرير قوية لملء الفراغ وتحقيق التحرر والديمقراطية.
م. رائد الصعوب؛ بتوظيف الذكاء الاصطناعي
RaidSoub@Outlook.Com
لا تفوت قراءة المقالة الكاملة للحصول على المزيد من التفاصيل والمعلومات القيمة. يمكنك قراءتها عبر هذا الرابط: [انهيار الصهيونية](https://newleftreview.org/sidecar/posts/the-collapse-of-zionism?pc=1610)