إسرائيل ستفتح أبواب الجحيم عليها..!
في تصعيد متسارع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، أصبحت الحرب بين الطرفين قاب قوسين أو أدنى،في ظل التصعيد على الأرض وتبادل التهديدات بينهما، كل ذلك ما زالت إسرائيل بعيدة عن تحقيق أهدافها في غزة بالقضاء على «المقاومة»، وإعادة الأسرى، وتوريط الجيش الإسرائيلي من قبل رئيس الوزراء نتنياهو بحرب استنزاف للجيش في غزة، لتحقيق أهدافه العنصرية وإطالة عمر حكومته، دون اكتراث لصوت المعارضة الداخلية من حيث الشارع الإسرائيلي أو الأحزاب أو حتى قادة عسكريين مخضرمين.
لقد خسرت إسرائيل حتى الآن في غزة قرابة 25% من آلياتها العسكرية الفعالة من دبابات حديثة وناقلات جنود وجرافات، وعدد القتلى والجرحى الإسرائيليين قرابة 15000، وعدد العسكريين الذين يعالجون نفسيا بلغوا نخو 60 ألفا.
من خلال الخسائر الماضية لجيش الاحتلال فإن التخطيط الإستراتيجي العسكري الذي كانت تقوم به إسرائيل في الماضي، هو الآن عبارة عن تصرفات هوجاء من شخص رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقلة قليلة ممن يساندوه من اليمنين المتطرف.
إن الجبهة الشمالية هي أعقد من جبهة غزة لعدة أسباب، سنذكر بعضا منها:
1- عدد مقاتلي حزب الله يفوق 100 ألف مقاتل، إضافة للقوة الصاروخية التي يمتلكها وتقدر 130-150 ألف صاروخا، وهي قادرة خلال أسبوع على ضرب 50%، من الأهداف داخل إسرائيل من مطارات مدنية وعسكرية وموانئ والمدن الحيوية وعلى رأسها تل أبيب، إضافة إلى مصادر توليد الطاقة ومفاعل ديمونة.
2- الأعداد الكبيرة من الطائرات المسيرة التي يمتلكها حزب الله وخصوصا المتطورة منها.
3–مهاجمة إسرائيل من البر والبحر والجو بجبهة مفتوحة.
4–تنظيم حزب الله يفوق تنظيم «المقاومة» في غزة، كما ونوعا ولا ننسى شبكة الأنفاق الكبيرة التي يمتلكونها.
5- قيام حزب الله أثناء حرب غزة بتدمير جزء كبير من أبراج الاتصالات والمراقبات الأمنية الإسرائيلية الشمالية المتقدمة، مما يقلل من دقة المعلومات المتعلقة بتحركات حزب الله في نقاط التماس.
6- الطبيعة الجغرافية لجنوب لبنان تختلف عن طبيعة غزة وتصب في صالح حزب الله من ناحية تموضعهم وديناميكية حركة منصات قاذفات الصواريخ والمدفعية والتمويه، أما الجانب الإسرائيلي فهو تقييد أكثر لحركة الآليات لديها.
7- قلة معلومات إسرائيل الإستخبارية أثناء القتال لاعتماد حزب الله على شبكة إتصالات سلكية غير مخترقة بواسطة أجهزة التنصت الإسرائيلية وفشل للحرب الإلكترونية الإسرائيلية.
8- الدخول المباشر في الصراع من قبل إيران وسوريا وهذا سيفاقم الوضع.
9- الدعم المباشر العسكري من إيران عن طريق البحر والبر والجو.
10- عدم قدرة إسرائيل على الاستمرار بتمويل حربها على حزب الله إذا طال أمد هذه الحرب.
11- توقعات الخسائر الإسرائيلية بحرب 6 أشهر قد تصل إلى ثلاثة أضعاف خسائرها في غزة، ما يعني تقليص القوة العسكرية الإسرائيلية إلى أقل من النصف وهذا بحد ذاته سيشكل خطرا وجوديا على القوة العسكرية الإسرائيلية، وخصوصا إذا تزامن ذلك بانتفاضة في الضفة الغربية.
12- نتائج غير مضمونة للحرب، نتيجة التدخلات الإقليمية واندلاع انتفاضة جديدة في الضفة الغربية، ولا ننسى أن «المقاومة» في غزة لا زالت تحتفظ بقرابة ثلثي قوتها العسكرية.
إذن محاولة إسرائيل مهاجمة حزب الله هي بمثابة فتح أبواب الجحيم عليها، ومن الأفضل البحث عن الأفق السياسي وحل مشاكلها بعيدا عن مبدأ التصعيد والقوة، فالزمن الحاضر يختلف عن الماضي، حيث كشف وهن الجيش الإسرائيلي «الذي لا يقهر»!!، فلا بديل لإسرائيل من إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتنعم بسلام.