أبو زيد يحلل: "هذا ما رجع به الهدهد"

قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد في تعليقه على المقطع الذي نشره حزب الله، والذي يظهر فيه طائرة مسيرة تقوم بالتصوير لعدد من المواقع، مثل ميناء حيفا والمطار والقواعد العسكرية ومصنع "رافاييل" للأسلحة، وقبب حديدية، بأن ما حدث يبدو أنه أثار دهشة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، حيث يأتي اختراق طائرة مسيرة لكل هذا العمق شمال الأراضي المحتلة، وتصل إلى "العفولة" (50 كم) وحيفا (31 كم) عن الحدود اللبنانية. هذا يؤكد على فشل استخباري لأجهزة الاحتلال، ويؤكد أيضًا على رغبة حزب الله في إرسال رسالة قبيل وصول الوسيط الأميركي إلى لبنان وإسرائيل لمناقشة ملف التهدئة.

أضاف أبو زيد أن من بين الرسائل التي أراد حزب الله أن تصل إلى الاحتلال بعد التصريحات المتصاعدة حول عملية عسكرية مرتقبة جنوب لبنان، أن بنك الأهداف جاهز وشامل من حيث الكم والنوع. ويكمن أهمية المقطع المصور الذي حمل اسم "هذا ما رجع به الهدهد" في الاختراق الأمني الواضح، حيث لم تستطع أجهزة الاستطلاع والرصد للاحتلال اكتشاف وجود مسيرة في هذا العمق (50 كم) شمال الأراضي المحتلة، على الرغم من استطلاعها لمواقع ذات أهمية استراتيجية لمدة تزيد عن 9 دقائق، وهي مدة كافية لأي أجهزة استخبارية لاكتشاف طائرة مسيرة في هذه المساحة الواسعة.

وأشار أبو زيد إلى أن الاحتلال يمتلك قدرات استطلاع واستخبارات متفوقة شمال الأراضي المحتلة، خاصة في قاعدة "ميرون" التي نجح حزب الله في استهدافها أكثر من مرة، لتعطيل أجهزة الاستطلاع للاحتلال وتحييد قدراته الجوية ضمن منطقة العمليات شمال الأراضي المحتلة جنوب لبنان.

وختم أبو زيد حديثه بأن حزب الله، من خلال هذا المقطع، أوقف الاندفاعة الإسرائيلية حول العملية العسكرية المطلوبة من قادة اليمين، خاصة بين غفير وسموترتش، ويبدو أن الجنرالات في الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية يدركون خطورة المقطع الذي بثه حزب الله، وبدأوا في إعادة تقييم قدرات حزب الله الهجومية وقدراتهم الدفاعية أيضًا، مما يؤكد على أن أي عملية عسكرية لجيش الاحتلال تجاه جنوب لبنان قد تكون مغامرة وتؤدي إلى نتائج غير محسوبة، مما يزيد من فشل الاحتلال خاصة في الجانب الاستخباري بعد الفشل الذي واجهه في غزة.