الكاتب الاقتصادي جواد عباسي:

بحسب المسح العلمي لدائرة الإحصاءات العامة، وهو مسح بمنهجية ممتازة تشمل استطلاع 16560 منزلًا في الأردن، بلغ معدل البطالة في الربع الأول من 2024 في الأردن 21.4%، وهي نفس نسبة معدل البطالة في الربع الرابع من 2023، وبانخفاض نصف درجة مئوية عن الربع الأول 2023 عندما كانت النسبة 21.9%.

الغريب أن البطالة بين الإناث ارتفعت بأربع درجات مئوية عن الربع الأول 2023 لتصل إلى 34.7%، فيما انخفضت البطالة بين الذكور بأكثر من درجتين مئويتين لتصل إلى 17.4%. وبحسب المسوحات، فإن نسبة البطالة بين الإناث هي في أعلى مستوياتها منذ سنة 2021.

ما تفسير انخفاض نسبة بطالة الذكور وارتفاعها عند الإناث؟

قد يكون الجواب في نسب حجم قوة العمل، وهي مجموع المشتغلين مع المتعطلين: فقد بين المسح أن معدل المشاركة الاقتصادية للرجال كان 53.7% في الربع الأول 2024 مقابل 53.3% في الربع الأول 2023، فيما كان معدل المشاركة الاقتصادية للنساء 15.5% مقارنة مع 13.7% قبل سنة. هذا يعني أن قوة العمل من الرجال زادت بنسبة ثلاث أرباع الدرجة المئوية فقط في سنة كاملة، وهي نسبة أقل بكثير من نسبة النمو السكاني، فيما ارتفعت قوة العمل من النساء بنسبة أكثر من 13% في سنة واحدة، أي عدة أضعاف النمو السكاني.

هل يفسر هذا انخفاض نسبة البطالة في الرجال كون القوة العاملة لم تزد كثيرًا؟ ربما.

وهل انخفاض نمو قوة العمل من الرجال مرتبط بهجرة كثير من الشباب الشرعية وغير الشرعية إلى خارج الأردن بحثًا عن عمل؟ هذا يحتاج بداية حصر الأعداد ومراجعة أرقام إدارة الإقامة والحدود لحصر أعداد الشباب الذين غادروا في سنة 2023 و2024 ولم يعودوا لغاية الآن.

أخيرًا، بحسب السيد موسى الصبيحي، فإن مشتركي الضمان الاجتماعي كانوا مليون و205 آلاف شخص في نهاية 2022 وارتفع العدد إلى مليون و237 ألف مشترك مع نهاية 2023، أي زيادة 32 ألف بنسبة زيادة 2.6%، فيما انخفض الرقم إلى مليون و235 ألف شخص في أيار 2024.

وهنا نذكر أن ليس كل من يعمل يشترك بالضمان الاجتماعي، سواء لأنه غير مشمول بأحكام الضمان أو بسبب التهرب من أحكام قانون الضمان.

لا تزال البطالة مؤرقة في الأردن، حيث ارتفعت من أقل من 16% في 2016 إلى أكثر من 21% في 2024.