الصّفعة الثّانية لبايدن أمام تعنّت نتنياهو

حمزة منصور

جو بايدن الذي آلت إليه زعامة البيت الأبيض، والذي تجوب أساطيله الحربيّة وحاملات طائراته البحار والمحيطات، تبني القواعد العسكريّة، وتهدّد دول العالم يقف عاجزا أمام تعنّت نتنياهو، فبعد قبول حماس وحركات المقاومة الفلسطينيّة مشروع إنهاء الحرب في غزّة الذي قدّمته مصر وقطر، وبحضور وليم بيرنز مدير وكالة المخابرات الأمريكيّة وموافقته ما يعني الرّعاية الأمريكيّة لهذا القرار سارع نتنياهو إلى رفض المشروع مدّعيا أنّ المشروع جرى عليه التّعديل من قبل حماس.

عندها لوّح بايدن بوقف تزويد تل أبيب بالقنابل التي ظلّت على مدى ثمانية أشهر تدمّر المدن والمخيّمات، وتخلّف مجازر وصفها البيت الأبيض نفسه بأنّها تفطّر القلب. ولكنّ بايدن لا يملك إغضاب إسرائيل فابتلع الصّفعة، وتراجع عن التّلويح بإيقاف القنابل التي تدمّر البيوت، وتحرق ساكنيها، فقد أعلن جون كيربي منسّق الأمن القومي الأمريكي أنّ واشنطن لم توقف أيّ شحنات لإسرائيل سوى شحنة القنابل التي تزن الواحدة منها ألفي رطل.

وجاءت الصّفعة الثّانية حين تلقّف بايدن مقترحا إسرائيليّا لوقف الحرب، وأعلن في خطاب له في 31/05/2024م داعيا طرفي الصّراع للموافقة عليه. وقد أعلنت حماس خلال ساعتين من بثّ الخطاب أنّها تتعامل بجدّيّة مع الخطاب الذي رأت فيه وقفا تامّا للحرب، وانسحابا من غزّة، وتبادلا للأسرى، وإعمارا لما هدّمت الحرب، بينما كان تعامل إسرائيل مع الخطاب عبر تصريحات نسبت إلى مسؤولين اعتبرت أنّ بايدن لا يعرف الواقع، والخطاب ضعيف.

وهكذا وجّه نتنياهو صفعة ثانية لواشنطن، وبدلا من أن تتعامل واشنطن بحزم أمام تعنّت نتنياهو ومراوغته، فقد أعلن متحدّث باسم الخارجيّة الأمريكيّة بأنّ لديهم التزاما من إسرائيل بالموافقة على المقترح، ونأمل أن تضغط كلّ دول العالم على حماس للموافقة على الاتّفاق، فالكرة الآن في ملعب حماس.

فواعجبا والله لهذا المنطق الذي يجافي الحقائق، ويسيء إلى مصداقيّة البيت الأبيض الذي يجعل الكرة في ملعب حماس، ويطالب العالم بالضّغط على حماس.