فخر الجامعة الأردنية: رسالة تقدير واعتزاز

بقلم: م. رائد الصعوب

قبل أربعين عاماً، دخلت أبواب الجامعة الأردنية طالباً يسعى لنيل علم الهندسة، وتحديداً في تخصص الهندسة الكيماوية. كانت تلك الجامعة العريقة، التي تُلقب بأم الجامعات الأردنية، موطناً للعلم والمعرفة، وهي التي بقيت سلاحي الذي تسلحت به طوال مسيرتي العملية، منذ تخرجي وحتى اليوم، حيث مضت 35 سنة على تلك الأيام الزاهرة.

اليوم، وأنا أنظر إلى الإنجاز التاريخي الذي حققته الجامعة الأردنية بتقدمها إلى المرتبة 368 على مستوى العالم وفق تصنيف QS العالمي 2025، أشعر بفخر لا يوصف واعتزاز لا ينضب. إنه إنجاز غير مسبوق، ويأتي تتويجاً للجهود المتواصلة التي بذلتها الجامعة، بقيادة رئيسها الدكتور نذير عبيدات، الذي أهدى هذا النجاح لجلالة الملك عبد الله الثاني، بمناسبة اليوبيل الفضي.

ما حققته الجامعة الأردنية يعكس تقدمها ويعزز مكانتها بين الجامعات العالمية الرائدة، مما يجعلها تتبوأ مركزاً متقدماً بين جامعات العالم التي يزيد عددها عن أربعين ألف جامعة. هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة جهود مضاعفة بُذلت منذ دخول الجامعة ضمن أفضل 500 جامعة في العالم لأول مرة عام 2024.

وبفضل الجهود الاستراتيجية التي قادتها الجامعة، ووفقاً لمعايير الأداء، حققت الجامعة الأردنية تقدماً في جميع المجالات. فقد جاءت الجامعة في المرتبة 268 عالمياً في مجال السمعة الأكاديمية، متقدمة 29 مرتبة عن العام الماضي. كما شهدت تحسناً كبيراً في تأثير البحث العلمي، متقدمة 92 مرتبة في مؤشر البحث العالمي الدولي.

وفي مجال السمعة التوظيفية، حلت الجامعة في المرتبة 197 عالمياً، متقدمة 53 مرتبة عن العام الماضي. كما أظهرت تقدمًا ملحوظًا في مؤشر تأثير وتوظيف الخريجين، حيث جاءت في المرتبة 110 عالمياً، متقدمة 153 مرتبة. وفيما يخص نسبة الطلبة الدوليين، تقدمت الجامعة 54 مرتبة لتحتل المرتبة 331 عالمياً، وحققت تقدماً في مؤشر التنمية المستدامة، حيث تقدمت 89 مرتبة لتحتل المرتبة 371 عالمياً.

هذا النجاح الباهر هو نتيجة للجهود المتراكمة والعمل الجماعي الذي قامت به إدارات الجامعة وهيئتها التدريسية والبحثية والإدارية وطلبتها وخريجوها، بهدف تحسين جودة البرامج الأكاديمية والبحث العلمي والبيئة الجامعية، وتحقيق معايير التصنيف العالمي. إن خطة الجامعة الاستراتيجية التي تركز على تعزيز السمعة الأكاديمية وتطوير البرامج الريادية، وتوثيق الشراكات الفعالة مع قطاع الأعمال والصناعة والمال، كلها عوامل ساهمت في تحقيق هذا الإنجاز الرائع.

وفي الختام، لا يسعني إلا أن أعبر عن فخري واعتزازي بالجامعة الأردنية، التي كانت وما زالت منارة للعلم والمعرفة، وأتطلع إلى المزيد من الإنجازات التي ستحققها في المستقبل، بفضل جهود كل من ينتمي لهذه المؤسسة العريقة.