هل تغير الحال ...

إبراهيم ابو حويله

كم أتمنى ودائما ما يزعجني هذا التمني ، ولكن هناك فرق بين الصورة والواقع .

لقد لعبت السياسة الاستعمارية على حلم الوحدة والتحرر من بقايا الحكم العثماني ، وهو لم يكن خلافة بأي صورة ، وأن كان هناك صورة للخليفة في إسطنبول ، لكن لم يكن يرافق هذه الصورة إلا القليل.

نعم إتضح لاحقا أن هذا القليل لم يكن قليلا إلى تلك الدرجة ، ولكن أليس منا الآن من يرى الواقع برغم ما فيه من إنجازات قليل ، ويسعى للتغيير وهو لا يدرك حقيقة ما يحمله هذا التغيير.

ليس دفاعا عن احد ولكن الرجل العجوز في اسطنبول مريض ، والإدارة على الأطراف غارقة في الفساد والظلم والضرائب والتجاذبات والتحالفات المشبوهه.

 ولورنس وبيكو وسايكس وغري وراستور وآنا يجوبون المنطقة ، ويزرعون الفتن ويشترون الولاءات.

ورجال القبائل ، وهناك نوعان من رجال القبائل. نوع كانوا في نزاع ورفض للواقع المؤلم امثال عودة أبو تايه مطاردون من بقايا الحكم العثماني ، وهناك امل يلوح في الأفق بوعود كاذبة من منافقين فرنسيين وانجليز بأمل ومستقبل أجمل ، وهذا تعاون مع لورنس حتى يحقق حلم التحرر.

 وهؤلاء الانجليز والفرنسيين في الحقيقة ، كانوا يعدون العدة لتقسيم المنطقة وزرع اليهود ومنحهم أرض عربية اسلامية ، مقابل دعم الحركة الصهيونية ، وجعلها تؤثر على صاحب القرار الأمريكي ، وغيرهم من مراكز القوى العالمية ، خاصة أن اليهود كان لهم تأثير كبير في هذه الفترة ، والكل بحاجة لولائهم وهناك صراعات وتجاذبات عالمية.

ومن جهة أخرى تتخلص أوروبا من هذا الحمل اليهودي المزعج ، وتزرعه رأس حربة في قلب العالم الإسلامي. 

والكل يتطلع للمشاركة في تركة الرجل المريض ، سيطرة واحتلال وتقسيم هذه الأرض الني تنعم بالخيارات ، وموقع جغرافي مميز ، وشعب بسيط لا يملك الكثير من المقومات ، فقد غابت الحضارة عن هذه المنطقة ردها من الزمن .

نعم لم نكن هناك في تلك الفترة ، ولم نعاني مما عانوا منه ، ولكن ما كانوا يبحثون عنه هو غد أفضل لهم وللأجيال من بعدهم وهذا حق ، ولكنهم لم يكونوا على دراية كبيرة بخفايا السياسة ، ودهاليزها وحقارة الأنظمة الاستعمارية واطماعها ، ليس فقط في سرقة مقدرات البلاد ، ولكن في اخضاع البلاد والعباد لهم ، وتقسيمهم بحيث لا تقوم لهم قائمة بعد ذلك .

السياسة الإنجليزية كانت غاية في الدهاء والخبث ، لك أن تتخيل أنها استعملتنا في احتلال بلادنا ، وقطع خطوط الإمداد ، وتدمير خط السكة الحديدية ، ولورنس استعملنا في احتلال العقبة ، ومساعدة اللينبي في احتلال وطننا .

 وطن كان يرنو له الشريف حسين في أحلامه ، ورفض التنازل عنه ، ودفع الثمن نفي في نهاية حياته .

 في تلك الفترة كان هناك العديد من زعماء القبائل في الجزيرة وغيرهم ولديهم اطماع ، ويتفاوتون في درجة فهمهم وولائهم واستعدادهم للتنازل ، وقد استغل الاستعمار الإنجليزي هذه بقوة.

ولذلك اشدد دائما على الفهم والوعي وبناء الإنسان قبل العمل لأن الثمن في حال عدم وجودهم كبير .

وللمزيد تستطيع العودة لكتاب خط في الرمال .

ولعبة الأمم للدكتور محمد العدوان .

 التاريخ لا يرحم ...