عقد ورشة "التطوير السياحي والتراثي في عجلون وآفاق المئوية الثانية للدولة الأردنية"

أقامت مبادرة درب الوئام، واتحاد المؤرخين في تراث القبائل، والجامعة الهاشمية، وجامعة آل البيت، ومديرية شباب عجلون، ومركز شباب عنجرة، ومنتدى ياجوز، واتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، وعدد من الهيئات الثقافية، والجامعات الحكومية والخاصة، ومؤسسات ومنظمات المجتمع المدني، وبرنامج "أردنا جنة"، ورشة علمية ثقافية سياحية بعنوان: "التطوير السياحي والتراثي في عجلون وآفاق المئوية الثانية للدولة الأردنية" في مركز شباب عنجرة في عجلون يوم السبت 1-6-2024.

ورحبت الدكتورة رغدة الصمادي بالمشاركين واستعرضت أهمية عجلون وتراثها، واهتمام الهاشميين بمدينة عجلون منذ تأسيسها، والنمو والتطور الذي شهدته عجلون بحيث أصبحت تنافس المدن المتقدمة في مجال الرقي المدني والحضاري على مختلف المستويات.

بدوره تحدث راعي الملتقى معالي الوزير الأسبق طه الهباهبة وأشار إلى التغير الكبير الذي طرأ على عجلون منذ تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية، بحيث تطور وازدهر الجانب السياحي والتراثي بشكل مميز، وأثنى على جهود القيادة الهاشمية والمخلصين من أبناء عجلون والأردن الذين بذلوا حياتهم في العمل الجاد وإشادة العمران، والدفاع عن حدود الوطن، مشيرًا إلى ما تملكه عجلون من كنوز وتراث وإرث حضاري، وأشار إلى آفاق المستقبل والمئوية الثانية وحجم العمل المطلوب لمواصلة مسيرة التقدم والرقي الحضاري.

الدكتور محمد وهيب، رئيس اللجنة التنظيمية للورشة من الجامعة الهاشمية، أشار إلى الكنوز التي تملكها عجلون على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، والفخر والاعتزاز بتراث عجلون عبر العصور، مؤكدًا ضرورة الإفادة من اقتصاديات السياحة في عجلون من خلال المسارات السياحية وتطوير المواقع، وإشراك المجتمع المحلي في التنمية، وأطلق عددًا من المبادرات السياحية التراثية للعمل عليها بالتعاون مع المجتمع المحلي، وهي مبادرة (إحياء منتج نبات بخور مريم) والمعروف بقرن الغزال الذي تتميز به عجلون دون سائر بلدان المنطقة باعتباره من أجود الأصناف وفوائده عظيمة، وكذلك مبادرة إنشاء دارة عائشة الباعونية في باعون لتكون وجهة للسياحة الثقافية، ومبادرة إحياء مغارة وردة وهي مصدر إنتاج الحديد قديمًا في عجلون وجوارها، وكذلك تطوير مسار النبي إلياس من تل مار إلياس في عجلون إلى تل مار إلياس في المغطس، مشيرًا إلى أنه في المرحلة الأولى سيصار إلى إصدار النشرات السياحية والخرائط والكتيبات التي تسهل حركة الزوار إلى عجلون.

بدورها تحدثت الدكتورة عائشة فريحات من المجتمع المحلي عن آفاق المستقبل لعجلون والإنجازات التي تحققت في عجلون، واستشراف المستقبل بكل ثقة وأمان، وألقت قصيدة ذكرت فيها أمجاد استقلال المملكة.

الدكتور مهدي العلمي من اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين تناول الترويج والتسويق السياحي لعجلون على المستوى العالمي، وقدم دراسات إحصائية مدعمة بنتائج بحثية ميدانية حول كيفية النهوض بتراث عجلون السياحي في مختلف دول العالم، وطرح فكرة الانطلاق نحو التطبيق العملي وتأسيس قاعدة المعرفة بالثقافة السياحية في المجتمع المحلي، ثم اعتماد قواعد التطوير المتسلسل بدءًا بالتخطيط السليم وصولًا إلى المخرجات التي ستؤسس للقضاء على البطالة، وإنشاء جمعية عجلون للاستثمار، ومن ثم الانتقال إلى المشاريع على مختلف المستويات الأمر الذي سيؤدي إلى تحويل عجلون ليس قبلة للسياحة الإقليمية والدولية بل إلى سويسرا بلاد العرب.

وأشار رئيس اتحاد المؤرخين السيد سعد سلامة إلى المستوى الذي بلغته عجلون منذ نشأة الدولة الأردنية بقيادة آل هاشم الأطهار، كما تناول الإنجازات العمرانية، والاقتصادية، والاجتماعية، والسياحية مشيدًا بأمجاد الاستقلال واليوبيل الفضي.

الدكتور عبد العزيز من جامعة آل البيت تناول الواقع الأنثروبولوجي لعجلون والمستقرات البشرية الأولى في المحافظة، وأشار إلى العناصر الجاذبة للاستقرار البشري في عجلون والتي دفعت السكان للإقامة فيها وكيفية تطوير تلك العناصر الطبيعية والحضارية وإفادة المجتمع المحلي من اقتصادياتها وتحقيق الرفاه والرخاء الاقتصادي.

الدكتورة رهام العبود أكدت في دراستها على أن الأمن والاستقرار هو الرافد الأساسي لعملية التطوير والتحديث والنهوض بالقطاع السياحي والتراثي في عجلون، وأشارت إلى أهمية التشاركية في العمل من خلال الورش والمؤتمرات بحيث تؤدي المخرجات إلى تحقيق إنجازات تفيد منها الأجيال القادمة.

الباحثة ميسون الداوود من اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين أشارت في ورقتها إلى الدور الذي اضطلعت به المرأة العجلونية منذ نشأة المدينة، حيث ساهمت إلى جانب الرجل في نهضة عجلون وسموها ورقيها، وتقلدت المرأة العجلونية المناصب لتستمر عملية البناء والإنشاء والإعمار لندخل المئوية الثانية للدولة الأردنية بكفاءة واقتدار.

وألقى الشاعران رسمي الزغول ومنى الغلاييني قصائد شعرية وطنية تغنت بأمجاد الوطن وأعياده واحتفالاته وآفاق المستقبل الواعد.

وأوصى المشاركون في البيان الختامي للورشة الذي تلته الباحثة رسمية اللحام بضرورة عقد مزيد من الورش المتخصصة في عجلون للتطوير السياحي بمشاركة الجهات ذات العلاقة، والبدء بإصدار النشرات التعريفية بالمبادرات المطروحة، وعقد مؤتمر سنوي لمتابعة مخرجات فرق العمل والورش.