مبادرة بايدن.. ومرونة حماس.. وكمائن نتنياهو
من وجهة نظرنا.. فهي مبادرة جيدة من حيث المبدأ، وتُحسن حماس صنعاً إذا تعاملت معها بإيجابية ومن حيث المبدأ كذلك.
الذي قدّم المبادرة ليس وسيطاً حتى لو أحب الظهور بهذا المظهر، إنه الشريك المباشر في الحرب، إذ لولا دعمه السخي لإسرائيل مالياً وعسكرياً وسياسياً، لرأينا الدولة العبرية في حال غير هذا الحال.
إن ما يجدر وضعه في الاعتبار، إذا ما أريد لهذه الحرب أن تتوقف، وأن يبدأ اليوم التالي بإعادة إعمار غزة، جنباً إلى جنب مع إعادة إعمار عملية سياسية تفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية، فإن الجهد الأمريكي والدولي ينبغي أن يتمركز في الضغط على نتنياهو، الذي يرى نفسه صاحب القرار الأمريكي، والمترجم العبري للغته ومضامينه وغاياته.
الجهد الأمريكي ينبغي أن لا يتوقف عند المبادرة "كفاترينة" سياسية دعائية تلزم للدعم في سعي الرئيس بايدن لتجديد ولايته عبر الانتخابات الوشيكة، بل لابد وأن تقترن بضغط قوي على نتنياهو، والمؤهل الفعّال في هذا الضغط هو الرئيس بايدن لو أراد، ولو أظهر جدية في تنفيذ مبادرته.
يقال.. الشيطان يكمن في التفاصيل، وهذه مقولة تقليدية تصلح لقراءة وتقويم المقترحات السياسية لحل القضايا الشائكة، وفيما يتصل بالسياسة الأمريكية تجاه الحرب على غزة، وما يفترض أن يتلوها من سياسة، يصح أن يقال إن الشيطان يكمن في الجدية، فإن توفرت فلا وجود له وإن لم تتوفر فسيظل سيد الموقف.
دعونا إذاً نرى كيف ستعمل أمريكا على تفعيل مبادرتها وكيف سيتعامل بايدن مع نتنياهو الذي يعمل على الأرض لتجويفها وإفراغها من محتواها، أخيراً.. مرونة حماس مطلوبة، وجدية أمريكا مطلوبة أكثر.-(مسار)