الفرق بين الشعوب الحية وغيرها ...

إبراهيم ابو حويله...

البوصلة متجهة تماما نحو الهدف ، ويتحكم في هذه البوصلة مجموعة من العناصر الواضحة التي تحدد المطالب ، وآلية تحقيقها ، ووسائل الضغط التي يجب ممارستها. ومن هو المستهدف من هذه الاجراءات،  والأهم متى نتوقف ، وهنا أتكلم عن المجتمع الصهيوني للأسف. 

نحن نعاني من فقدان البوصلة ومن اختلاط الأهداف إلا من رحم ربي ، فهو يهاجم المنظومة كاملة ، ولا يرى الإنجازات ويتهم الجميع بالفساد،  حتى لقد اختلط الحابل بالنابل ، واختلط الأمر حتى على  الخبير .

الجميع يعلم بأن الجميع ليسوا فسده وليسوا شركاء في المؤامرة الكونية التي تستهدف وجودنا وأن هذا امر لن يتحقق بأي شكل ، لما تتمتع به هذه الأمة من مقومات جغرافية وسكانية وعقدية وتاريخية ، وهناك أيضا من يصل الليل بالنهار ليقوم بعمله ، وهناك في المقابل فئة أخرى تجلس في الظلام تنتظر كل فرصة لتحقيق مكسب أو منفعة.  وهذا يشترك مع تلك الفئة التي تريد شيطنة الجميع،  فهما من عناصر الهدم والنخر في جسد الأمة. 

وفي المقابل هناك من يتبنى دعوة منتنة.  ويظهر فيه إنه إمرؤ فيه جاهلية ، وينسى او يتناسى أبدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم ، و لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي...

أظن هذه ليست لنا ، فعمدة لندن ورئيس وزراء اسكتلندا من أصل باكستاني ، ورئيس الوزراء من أصل هندي ، ومجلس الشيوخ الأمريكي فيه عدد من العرب العاربة ، ومستشارة الرئيس الأمريكي أيضا ،بل الرئيس الأمريكي السابق ، ورئيس البرازيل ، وعدّد من الزعماء هنا وهناك ...

ولكن ليس بين المسلمين ولا أحفاد الصحابة ، فنحن ما زلنا نقدس الجاهلية ، وهكذا يقتلون الوطن ، ويغرسون الفرقة والخلاف بين افراده ...

الناظر إلى التاريخ بعين المعتبر يرى ان الله يرفع أقواما ويخفض آخرين، ومن كان حاكما بالأمس أين هو اليوم ، في فرنسا وألمانيا وروسيا والحكام المغول المسلمين في الهند ، أين صدام وأين القذافي وأين بن علي وبن صالح وأين وأين ...

إذا أردت حقوقا لفئة أو طائفة  أو جنس هناك وتريد لها أن تكون دائمة إحرص على أن تكون هذه الحقوق للأمة ولرفعة الأمة ،  والسعي لإحقاق حق المواطن وكرامته ...

وربما تكون هذه أنانية ولكن من نوع آخر ، لأنك بذلك تضمن الحق والعدالة والمساواة لأبنائك وأحفادك وذريتك من بعدك ...

وإذا جعلت نيتك هنا أن يعمّ الخير فيشمل الجميع ، ربما تعود عليك نيتك بالخير وتعود للامة أمجادها ، وهكذا تقول لمن يزرعون الحقد والكراهية بين هذه الشعوب تبا لكم ...

وهكذا لن نكره بعضنا ،هكذا لن نخسر ثقتنا ببعضنا ، ولن يلعن بعضنا بعضا ، وسيأمن بعضنا بعضا ،وهكذا ربما لن  نظل في ذيل الأمم...

قد نتقدم في المرتبة قليلا ، وقد نحرر الأقصى قريبا ...