صفر مٌكعّب
العميد الركن م ايمن الروسان
بما يزيد عن ٧ شهور على الحرب التي يشنها جيش الكيان على غزة دون انجازات تذكر وعلى امل حسم المعركة لصالحه بتحقيق اهدافه ، بإنهاء سلطة حم-اس والقضاء على المقاومة وتحرير الاسرى وصولا الى احداث تغيير استراتيجي يحول دون تكرار ما حصل في ٧ اكتوبر ، لذلك صممت الالة العسكرية الاسر-ائي-لية ردها ليكون على ٤مراحل المرحله١ جعل قطاع غزه غير قابل للحياة بالتدمير الشامل والممنهج للبنية التحتية والاقتصادية والصحية والتعليمية اضافة الى منظومة الاتصالات والطرق وشبكات المياه والكهرباء تمهيدا لتهجير الناس من ارضهم وعلى راس اولوياتها تدمير الانفاق والمنظومة الصاروخية . المرحلة٢ فكانت تهدف من خلال الهجوم البري الواسع الذي حشدت له ٦ فرق قتالية ونحو ٢٠٠٠ دبابة ومدرعة الى تفكيك الهيكل القيادي للمقاومة وتدمير بنيتها العسكرية في حين سعت المرحلة٣ الى استكمال القضاء على القيادات العسكرية البارزة في فصائل المقاومة واكمال تدمير مقدراتها والقضاء على جيوبها المتبقية والانتهاء من تفكيك سلطة حم-اس في القطاع وكان يفترض ان يمهد تجاوز تلك المراحل بنجاح للانتقال الى المرحلة٤ والاخيرة باتمام السيطرة الامنية الكاملة على قطاع غزة وبناء منظومة حكم منسجمة مع تطلعاتها لكن النتائج على الارض بدت وكانها تسير في اتجاه معاكس ، صحيح ان جيش الكيان نجح الى حد كبير في انجاز المرحله١ بالتدمير الشامل لكن التطورات الميدانية وفي ظل توغلاته الواسعة في الشمال والوسط ومحافظة خان يونس ورغم ما رافق ذلك من قصف عنيف واتباع لسياسة الارض المحروقة اظهرت عجزا في توجيه ضربة قاسمة لمقدرات المقاومة العسكرية التي عادت وانتشرت ونفذت عمليات محكمة واطلقت صواريخا من المناطق التي سبق وان اعلن عنها جيش الاحتلال بنجاحه في تطهيرها مما جعل المشهد حتى وفق تقيم وسائل اعلام اسر-ائي-لية وكأن الجيش لازال عالقا في مستنقع المرحلة٢ مع الفشل في توظيف ما حققه ميدانيا وعدم النجاح في تحرير اسراه واستمرار ضبابية الرؤية لدى المؤسسة العسكرية الاسر-ائي-لية بخصوص اليوم التالي للحرب لا سيما عجزه عن ايجاد بديل عن حم-اس يمكنه السيطرة على القطاع وحتى محاولته بناء نقاط تمركز عسكرية ثابته في محور نتساريم لفصل شمال القطاع عن جنوبه جعلها هدفا سهلا لفصائل المقاومة التي استهدفته بالصواريخ وقذائف الهاون . جدير بالذكر المقاومة دخلت مرحلة الاستنزاف بمحاولة اجهاد وارهاق العدو مثبتة حضورها و قدرتها على إدارة المعركة في مواجهة جيش الاحتلال دخول رفح ذلك بايقاع اكبر الخسائر بصفوفه وتدمير معنوياته بتنفيذ عمليات مركبة وجريئة تفاجيء به عدوها بالزمان والمكان . من الواضح ان هذه حرب بلا افق يشنها العدو ببنك اهداف عشوائية وعدم قدرته على تحقيق اهداف تكتيكية و فشل عودة المستوطنيين للغلاف والتهرب من مسارات صفقة التبادل وبالتالي المحصلة صفر مُكعّب ، جيش لم ينتصر ومقاومة لم تهزم ، الا من سقوط اخلاقي لجيش قاتل لا يُقاتل وثورة في الجامعات او ثورة في الراي العام العالمي نصرة لشعب مظلوم .