خبير عسكري: جيش الاحتلال سيتعرض لضربات دقيقة ومؤلمة
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد، إن النشاط العملياتي الذي ظهر به المقاومة يوم الجمعة يشير إلى ما كنا نتحدث عنه حيث أشار إلى أن المقاومة تلجأ إلى الكمين التكتيكي لرصد اتجاه عمليات قوات الاحتلال، ثم تتحرك بمساحات جغرافية وبخطوات تكتيكية تمكنها من انتقاء أهداف عالية القيمة (High value target). وهو تكتيك اتبعته المقاومة شمال قطاع غزة وحققت فيه نجاحات كبيرة ضد قوات الاحتلال.
وحول استهداف ناقلات الجنود والدبابات التابعة لقوات الاحتلال، أشار أبو زيد إلى أن ذلك يؤكد أن المقاومة تقاتل في رفح عكس ما قاتلت في خان يونس، حيث كانت تقاتل في خان يونس بانساق دفاعية على أطراف المدينة ومنعت الاحتلال من التوغل فيها أو كسب الجغرافيا. في حين أن المقاومة في رفح تعطي الاحتلال مساحات جغرافية يتقدم بها في المناطق المفتوحة شرق رفح، وهي مناطق رخوة في العرف العسكري، لكسب الوقت وإيقاع خسائر في الاحتلال.
وحول قصف بئر السبع، قال أبو زيد إن المقاومة في رفح تركز على ضرب مؤخرة فوات الاحتلال سواء في بئر السبع أو في المستوطنات المحيطة بها مثل حوليت وصوفا ومعبر كرم أبو سالم. أي بمعنى أن المقاومة تركز على ضرب مواقع الإسناد اللوجستي ومراكز القيادة والسيطرة لإرباك قوات الاحتلال.
وتوقع أبو زيد أن يتجه الاحتلال باتجاه التحرك شمال طريق صلاح الدين، سالكا طريق طه حسين والعروبة للوصول إلى مخيم الشابورة والجنينة وأحياء رفح. حيث يتوقع أن تكون خسائر جيش الاحتلال كبيرة في هذه المرحلة لأنه سيواجه كتائب المقاومة الأكثر احترافية على رأسها كتيبة الشابورة.
فيما يتعلق بتوسيع العمليات العسكرية، أشار أبو زيد إلى أن خطة الاحتلال على ما يبدو حذرة هذه المرة، حيث بنيت على مراحل لأن جيش الاحتلال لا يريد المغامرة بالوقت وتكرار أخطاء العمليات السابقة في غزة. ويريد الاحتفاظ بإمكانية وقف العملية العسكرية في رفح إذا شعر أن خسائره ترتفع، حيث أن تقديراته حول إمكانيات المقاومة في رفح على ما يبدو لم تكن صحيحة بذريعة الذهاب باتجاه الحل السياسي أو مناقشة بنود المبادرة المصرية. وهذا ما يعزز أن القطاعات البرية لا تزال تعاني من نقص في المعلومات حول قدرات المقاومة، ويؤكد أن الاحتلال يعاني من مشاكل في استخبارات المعركة، الأمر الذي يشير إلى أن استمرار المقاومة بإيقاع خسائر في الاحتلال قد يؤدي إلى عدم القدرة على توسيع العملية في رفح، والبحث عن أي هدف عالي القيمة يعطي الاحتلال ذريعة لوقف العملية العسكرية في رفح والذهاب للجلوس إلى طاولة المفاوضات مجدداً.