أم مفجوعة تروي كيف خسرت ابنها بسبب لقاح أسترازينيكا

بعد إعلان شركة أسترازينيكا لأول مرة، مساء يوم الاثنين الماضي، بأن لقاحها المضاد لفيروس كورونا قد يسبب آثارًا جانبية نادرة، بدأت قصص ومآسٍ تظهر عن أشخاص كانوا ضحايا هذا العقار خلال فترة الجائحة.

فقد كشفت آني بيليه، التي فقدت ابنها البالغ من العمر 32 عامًا بسبب لقاح أسترازينيكا في يناير 2021، عن مأساة عائلتها.

وأوضحت بيليه أن ابنها كان يتمتع بصحة جيدة وكان يعمل في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، وقد قبل تطعيمه ولكنه فقد حياته بعد اللقاح، متركاً وراءه زوجة وطفلين صغيرين. وأعربت بيليه عن غياب الدعم لعائلتها في تغريدة قديمة نشرتها قبل عامين.

توفي بعد 10 أيام

وفقًا لما نقلته صحيفة "إندبندنت" البريطانية في تقرير نهاية الشهر الماضي، توفي ابنها، وهو طبيب، بعد تعرضه لرد فعل نادر على لقاح أسترازينيكا لكوفيد، وكشف الطبيب الشرعي عن ذلك.

بصفته طبيبًا نفسيًا في هيئة الخدمات الصحية الوطنية وعاملًا صحيًا في الخطوط الأمامية، كان رايت، من بين المجموعات الأولى من الأشخاص الذين تلقوا اللقاح خلال الجائحة وتوفي بعد 10 أيام فقط.

وكان هناك مجموعة صغيرة من الأشخاص، بما في ذلك الدكتور رايت، تعاني من رد فعل شديد تجاه اللقاح، وتقوم السلطات الصحية بالتحقيق في الأمر، حسبما استمع التحقيق في محكمة ساوثوارك كورونر في لندن.

تعرض رايت لمزيج من احتشاء جذع الدماغ ونزيف في الدماغ و"تجلط الدم الناجم عن اللقاح"، حيث تدهورت حالته بسرعة، ولكن طبيعة النزيف تعني أنه غير لائق لإجراء عملية جراحية.

في الوقت نفسه، تدرس شارلوت، أرملة رايت، اتخاذ إجراء قانوني ضد شركة أسترازينيكا، وقالت بعد التحقيق إنه تبين أن ستيفن كان بصحة جيدة وأن وفاته ناتجة عن تطعيم أسترازينيكا.

 

دعاوى قضائية

تواجه "أسترازينيكا" الآن دعوى قضائية جماعية بقيمة ملايين الجنيهات الإسترلينية من قبل عشرات العائلات التي تزعم تضررها جراء تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا الذي طورته الشركة.

تشير المطالبات إلى أن بعض العائلات قد تطالب بتعويضات تصل إلى 20 مليون جنيه إسترليني. وعلى الرغم من أن "أسترازينيكا" تطعن في هذه المزاعم، إلا أنها اعترفت في وثيقة قانونية قدمت إلى المحكمة العليا بوجود احتمالية نادرة لحدوث حالات TTS نتيجة للقاح.

الدراسات المستقلة أظهرت أن لقاح "أسترازينيكا" كان فعالًا للغاية في مكافحة الوباء، وأنقذ حياة أكثر من 6 ملايين شخص في السنة الأولى من طرحه. وأكدت منظمة الصحة العالمية أن اللقاح آمن وفعال لجميع الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا فما فوق، وأن التأثير السلبي الذي دفع إلى اتخاذ الإجراء القانوني كان "نادرًا للغاية".

 

تجدر الإشارة إلى أن "أسترازينيكا" حصلت على الموافقة في ديسمبر 2020 من وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية لاستخدام لقاحها المضاد لفيروس كورونا، وهي الشركة الثانية بين كبريات الشركات في المملكة المتحدة بقيمة سوقية تفوق 170 مليار جنيه إسترليني.