السعودية تُطلق تحذيرات صارمة بشأن الحج
أعلنت وزارة الحج والعمرة في السعودية يوم الجمعة عن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تقوم بتسويق رحلات الحج التجاري. وأكدت الوزارة أنه لا يمكن أداء الحج إلا بتأشيرة صادرة عن الجهات المختصة في السعودية.
ووفقًا لبيان الوزارة الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس"، فقد تعاونت الوزارة مع السلطات العراقية لضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري.
وشددت وزارة الحج والعمرة على التحذير من التعامل مع شركات الحج الوهمية، مؤكدة أن أداء الحج يتطلب تأشيرة صادرة عن الجهات المختصة في المملكة، بالتنسيق مع الدول عبر مكاتب شؤون الحج فيها، أو عبر منصة "نسك حج" للدول التي لا تمتلك مكاتب رسمية خاصة بالحج.
كما أضافت وكالة "واس" نقلاً عن مصدر في الوزارة أن وزارة الحج والعمرة رصدت إعلانات لشركات وحملات وهمية على منصات التواصل الاجتماعي تدعي تنظيم رحلات الحج بأسعار مغرية، ودعت الوزارة إلى تجنب التعامل مع هذه الشركات والحملات الوهمية.
وأشارت الوزارة إلى أن التأشيرات الخاصة بالعمرة والسياحة والعمل والزيارة العائلية والمرور (ترانزيت)، وغيرها من أنواع التأشيرات الأخرى، لا تسمح لحاملها بأداء فريضة الحج.
هيئة كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح
أكدت هيئة كبار العلماء أن الالتزام بالحصول على تصريح الحج والالتزام بقاصدي المشاعر المقدسة يتوافق مع المصلحة المطلوبة شرعًا، حيث تدعو الشريعة إلى تحسين المصالح وتكثيرها، ودرء المفاسد وتقليلها. وأوضحت الهيئة أنه لا يجوز أداء الحج بدون الحصول على تصريح، ومن يقوم بذلك يكون آثمًا، ويعتبر من لم يتمكن من استخراج التصريح كأنه ليس قادرًا على أداء الحج.
صدر بيان الهيئة بعد استعراض ما قدمه مندوبو وزارة الداخلية ووزارة الحج والعمرة والهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي من تحديات ومخاطر تنتج عن عدم الالتزام بالحصول على التصريح.
وأكدت الهيئة أن التزام الحجاج باستخراج التصريح مستند إلى مبادئ الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى تيسير العبادة على الناس ورفع الحرج عنهم. وجاء شرط الحصول على التصريح لضمان تنظيم عدد الحجاج بما يمكن الجموع الكبيرة من أداء الشعيرة بسكينة وسلامة، وهو مقصد شرعي صحيح تحدده قواعد الشريعة.
وأضافت الهيئة أن الالتزام باستخراج التصريح للحج يتفق مع المصلحة الشرعية، حيث تعمل الجهات الحكومية على تنظيم موسم الحج بأبعاده الأمنية والصحية وتوفير الإيواء والإعاشة والخدمات الأخرى، بناءً على الأعداد المصرح لها. وكلما كان عدد الحجاج متوافقًا مع العدد المصرح به، كانت الخدمات المقدمة للحجاج بجودة أعلى، وتم تجنب الافتراش في الطرقات الذي يعيق تنقلاتهم وتفويجهم، وتقليل مخاطر الازدحام والتدافع التي قد تؤدي إلى حوادث خطيرة.
أوضحت الهيئة أيضًا أن الحصول على تصريح للحج هو من طاعة ولي الأمر في المعروف، حيث يعتبر عدم الالتزام بالحصول على التصريح أمرا يؤدي إلى أضرار ومخاطر على سلامة وصحة الحجاج. وهذا يبين أن الحج بلا تصريح لا يضر بالحاج فقط، بل يمتد ضرره إلى غيره من الحجاج الذين التزموا بالنظام، حيث يكون الضرر المتعدي أعظم إثمًا من الضرر الخاص.
بناءً على ذلك، تؤكد هيئة كبار العلماء أنه لا يجوز الذهاب إلى الحج بدون تصريح، ومن يفعل ذلك يأثم لارتكابه مخالفة لأوامر ولي الأمر التي تصب في المصلحة العامة.
واختتمت هيئة كبار العلماء بيانها بالوصية لجميع المسلمين بتقوى الله، ودعت الراغبين في أداء الحج إلى التحلي بالتقوى عند أداء هذه الشعيرة العظيمة، وحفظ حجهم بالالتزام بالأنظمة والتعليمات لتحقيق الأداء بأمن ويسر وسكينة.