تسارع السباق بين الحلّين.. العسكري والسياسي
رأي مسار
جهود الوساطة المنطلقة من القاهرة، يبدو كما لو أنها في سباق متسارع مع الزمن، سباق بين حل سياسي لموضوع رفح تتبناه مصر وتعمل عليه، وبين الحل العسكري الذي يواصل نتنياهو التوعّد به، وتكرار القول بأن الخطط جاهزة للتنفيذ الفوري.
مصر في هذه الحالة ليست مجرد وسيط يبذل جهداً من موقعه بين إسرائيل وحماس، مع أن تحركها هو هكذا، ففي مسألة رفح فالأمر تجاوز الحدود المألوفة للوساطة، ليصل حد معالجة احتمال حرب تقع على تماس مباشر مع الجزء الثاني من المدينة المستهدفة، ما يجعل من تفادي مضاعفاتها بما في ذلك تهجير فلسطينيين إليها أمراً صعباً.
الجهد المصري الذي بدأ جولة جديدة اليوم في تل أبيب، وضع الحالة على مفترق طرق، أسلمه للجميع باستثناء نتنياهو تقديم الحل السياسي على العسكري..
من الذي سيكسب السباق المتسارع؟
سنعرف ذلك حين يبلغنا به الميدان.
إن المبادرة المصرية التي تناقش اليوم في تل أبيب، لابد وأن تكون مدعومة من الإدارة الأمريكية، وإن كان هناك خلاف بين مصر وأمريكا في هذا الأمر، هو أن مصر تريد إلغاءً كاملاً للعملية العسكرية على رفح، بينما أمريكا تريد تقنينها وبرمجتها وربط ذلك بإيجاد حلٍ لموضوع المدنيين.
أملنا أن تنجح الجهود المصرية في وقف المذبحة المروعة التي يهدد بها نتنياهو، مع أن اليقين بذلك يبدو غير واقعي بالنظر لحاجة نتنياهو لحرب يتوهم أنها ستقوده إلى نصره المطلق، الذي أصبح متآكلاً إلى الحد الذي لم يعد أحد لا في واشنطن ولا في إسرائيل يأخذه على محمل الجد.