الرد الإيراني بين الاستعراض وحفظ ماء الوجه.. وهذا التهديد الذي يواجه الأردن

غادة الخولي 

قال السفير الأسبق لدى إيران  الدكتور بسام العموش إن النظام الإيراني الحالي قد أقامه الغرب، حيث جلبوا الخميني من باريس وعلى طائرة فرنسية وسلموه إيران "خلفا" لعميلهم الشاه بعد انتهاء مفعوله. 

وأوضح العموش في حديث لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، الأحد، أن شرط الغرب هو قيام الخميني بتقسيم أمة الإسلام "طائفيا" إلى سني وشيعي وهي قسمة عمودية داخلة في حرب أمة الإسلام حتى لا تتوحد.

وأكد أن الخميني صاغ دستوره ونص على المذهب ليكون مطية ودعوة لكل شيعي، ليعتبر إيران أمه وأباه ومرجعيته ونادى بتصدير الثورة، مشيراً إلى أن أناساً في لبنان والعراق استجابوا له وبعدها وقعت سوريا واليمن في أحضان طهران  وصارت أذرعاً لإيران تحركها كما تشاء.

وأكد العموش أن من أهداف إيران وقوع الأردن في أحضانها، لافتا الى أن الأردن واعٍ للمخطط بفضل منعته ومراقبته الدائمة.

 وبين العموش أن جلالة الملك عبد الله الثاني حذر من الهلال الشيعي، وأن الأردن حارب إيران في حدودنا الشمالية والشرقية، بسبب تجارتها ومحاولة تهريبها للمخدرات.  

ويرى العموش أن إيران تاجرت بفلسطين للدعاية والإعلان: " ورأيناها وأظافرها في المنطقة يقومون بالمسرحيات المكشوفة بينما شعب فلسطين تقع له المجازر يوميا !!"، وفق قوله.

وأضاف أنه جاءت مسيرات وصواريخ ايران بالأمس لتؤكد على العمل المسرحي بين إيران وإسرائيل والغرب. 
 
وأكد العموش أن التهديد للأردن قائم ومستمر، مبيناً انه لا بد أن نكون بحجم المؤامرات الخطيرة عبر تشكيل حكومة سياسية بعيدا عن حكومات الموظفين وحكومات تسيير الأعمال، وعبر برلمان حقيقي يمثل إرادة الشعب ويكون غير مصنوع، مضيفاً ان مقاعد البرلمان ليست هدايا نقدمها للراغبين والمطيعين والزاحفين القابلين لعقد صفقات ربما تكون في يوم ما على حساب الوطن.

الخبير والمحلل السياسي الدكتور عامر السبايلة، أفاد أن إيران وُضعت في زاوية ضيقة اضطرت من خلالها بالرد على إسرائيل.

وأضاف في حديث لأخبار الأردن، أن إيران قامت قبل ذلك بقرصنة سفينة اسرائيلية، مشيرا إلى أن ذلك أقرب من الاستعراض بالمفهوم العسكري والأمني.

وأكد أن إيران أرادت ألا تؤخذ ضمناً بأنها لا تريد الرد، وهذا ما يفسر ما قامت به.

ونوه السبايلة أن إيران فشلت بالرد، وأنه سقط الكثير من وكلائها ومن أفرادها، وطبيعة هذا الرد لا يوازي الخسائر السابقة.

وحول التهديد الذي يواجهه الأردن، قال السبايلة إن طبيعة الأردن الجغرافية يضطرها أن تتحمل عبء هذه الأزمات واستمرارها وخطورة فتح الجبهات، مشيرا إلى أن موقع الأردن الجغرافي يجعله مضطرا إلى مواجهة هذه الأخطار.

ومن جانبه، يرى المحلل السياسي أيمن الحنيطي أن الرد الإيراني يعتبر فاشلاً لانه لم يحقق أي أهداف استراتيجية.

وأوضح الحنيطي لصحيفة أخبار الأردن، أن إيران كشفت عورة أسلحتها الاستعراضية الفارغة من أي قوة تدميرية وهذا ما كشفته الشظايا التي سقطت.

وأكد أن تهديد إيران للأردن كلام في الهواء، لأنها تدرك تماما قوة تحالف الأردن مع المجتمع الدولي، والتحالفات الاستراتيجية والعسكرية التي استطاعت القيادة الاردنية الحكيمة أن تنسجها في السنوات السابقة تحسبا لمثل هذه الأزمات.

وأفاد الحنيطي أنه لو ارادت ايران الإضرار فعلاً والانتقام من إسرائيل بشدة لاوعزت ل حزب الله باطلاق 1000 صاروخ دقيق دفعة واحدة للشمال والوسط والجنوب وشلت بها إسرائيل عسكرياً واقتصاديا وحيويا خلال 24 ساعة فقط.

ونوّه أن إيران اختارت هذا الاستعراض لحفظ ماء الوجه، وعرض بعض العضلات وتحريك ملفها النووي.

ولفت الى أن إيران خدمت إسرائيل اكثر من المقاومة الفلسطينية، فأخرجتها من عزلتها الدولية بعد مجازر ومجاعة غزة، واعادت لها زخم الدعم الأمريكي -الأوروبي الذي ظهر جلياً بعيد أحداث 7 اكتوبر ، مضيفاً أن : "طهران أضرّت نفسها ايضاً، وقريباً جدا سيعمل التحالف الدولي على تجريدها من قوتها الصاروخية، وهو مطلب اسرائيلي".

وبدوره المحلل السياسي الدكتور خالد الشنيكات قال في حديث له مع "أخبار الأردن"، أن الرد الإيراني على إسرائيل يعتبر محدوداً ويعكس فرض حالة من الردع  وقواعد اشتباك جديدة بين الطرفين؛ لانه لأول مرة يحدث مواجهة مباشرة بين الطرفين بالقصف من الأراضي الإيرانية باتجاه إسرائيل. 

ورجح شنيكات أن الردع متفق عليه على الأقل مع الولايات المتحدة لإيصال رسالة لإسرائيل تحديداً.

وأفاد أن مجرد الرد على اسرائيل بالنسبة لإيران يعكس أن لديها القدرة على المواجهة، مشيرا إلى أنه من الصعب قياس التأثير لعدم وجود تقارير محايدة بما حدث لإسرائيل، وأن المصادر الأمريكية تحدثت بأن 99% من الطائرات والصواريخ قد تم إجهاضها والايقاع بها، وذلك يعني ضمنياً أن الضربة محدودة التأثير.

ونوّه أن إيران ارادت إيصال رسالة أنها لاعب إقليمي أساسي في المنطقة ولها القدرة على تصفية حساباتها مع من يؤثر على مصالحها في المنطقة.

وحول التهديد للأردن من قبل إيران بعد صدها الصواريخ، قال الشنيكات، أن ذلك يعتمد على تطورات العلاقة الإيرانية الأردنية، وحول وجود قنوات اتصال بين الطرفين ومدى قدرة تلك القنوات على احتواء الاختراق. 

وأكد أن إيران وجهت رسالة لكل دول المنطقة بمن فيها الأردن أن تعرض قواتها ومصالحها لأي هجمات تنطلق من أراضي تلك الدول يجعلها في دائرة الاستهداف، مشيرا إلى أن هذا الخط أحمر إيرانيا وعلى الدول في المنطقة التعامل مع هذا الخط باجتيازه او القبول به واذا اجتازته عليها الاستعداد للمواجهة مع ايران او القبول به وعدم المواجهة.

وأكد أن الأردن لديه قاعدة جوية أمريكية وبريطانية، وذلك كما صرح الرئيس البريطاني بتوفير الحماية من الطائرات التي قد تستهدف المدنيين الأردنيين.