جنون الأسعار يلتهم فرحة أردنيين بالعيد.. الطعام أولى من الملابس والعيديات
يستقبل الأردنيون عيد الفطر السعيد بعد أيام قليلة، والكثير منهم منهك ماليا، بسبب الارتفاعات المتتالية للعديد من المواد التموينية والسلع الأخرى، خصوصا خلال شهر رمضان الذي يشهد عادة ازديادا في الإنفاق على المأكل والمشرب.
والضغوطات المالية ليست أمرا جديدا، إلا أنها تفاقمت أكثر على وقع جائحة كورونا وتداعياتها القاسية على الناس والأعمال، لتأتي أيضا الحرب الروسية الأوكرانية التي أربكت اقتصادات وأسواق العالم، ودفعت إلى ارتفاع العديد من أسعار السلع، بينها المحروقات التي يتخوف الأردنيون منا ارتفاع أسعار مطلع الشهر المقبل بشكل كبير وغير معتاد.
المواطن أيمن أبو رحال، يؤكد أنه اعتاد أن يشتري ثيابا جديدة لأطفاله الثلاثة في عيد الفطر فقط، على أن يرتدوا الثياب ذاتها في عيد الأضحى، إلا أنه وهذه المرة، يقول إنه لن يكون قادرا على شراء الملابس لهم حتى في عيد الفطر.
وأضاف، أن المنزل يعتمد على راتبه البالغ 450 دينارا، والذي لا يكفي لتسديد بعض الالتزامات وفي مقدمتها أجرة المنزل وفواتير الكهرباء والمياه والإنترنت، بالإضافة إلى المواد التموينية واحتياجات المدارس.
أما الأربعينية أم أنس، فتقول إن الأوضاع المالية للأسر، باتت تتدهور أكثر فأكثر مع مرور الوقت، بسبب غلاء الأسعار وازدياد المصاريف، مع تدني الدخل، مشيرة إلى أنها اتبعت سياسة تقشف وصفتها بـ"القاسية" حتى تتمكن من توفير مبلغ تشتري فيه ملابس لأبنائها الأربعة.
وأضافت، أن هناك الكثير من الأسر التي تحرم من الفرحة بالعيد، وخصوصا الأطفال، بسبب سوء الأوضاع المادية، معتبرة أن هذا الأمر يؤثر بشكل سلبي كبير على هذه الفئة العمرية، لا سيما عندما يشاهدون نظراء لهم بكامل أناقتهم وفرحتهم خلال العيد، بينما هم بلا لباس جديد ولا حتى نقود يشترون فيها ما يبهجهم.
من زاوية أخرى، تحدث المواطن ياسر وهدان، عن أنه سيشعر بحرج شديد خلال العيد عندما يصل أرحامه ولا يستطيع تقديم "العيدية" للنساء أو الأطفال، قائلا، إن الظروف المعيشية للكثير من الناس قتلت فرحتهم بالعيد وضربت العديد من الطقوس التي اعتادوا عليها.
وقال، إن الضغوط المالية على الأسر تضاعفت وبات معها من الصعب التكيف وضبط النفقات، مشيرا إلى أن دخل قطاع واسع من الأسر لا يجاري ارتفاع الأسعار لمختلف السلع، وازدياد مساحة النفقات بشكل عام.