لماذا «البوتاس»؟

علاء القرالة

الاهتمام الملكي الكبير في انجاج استراتيجية شركة البوتاس العربية له اسباب كثيرة اولها ان هذه الشركة لها اهمية كبيرة في الاقتصاد الوطني والاهم انها تقوم بتنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي القائمة في جزء كبير منها على تحويل الخام لمنتجات تنعكس على الصادرات وتوظف الاف الاردنيين، فما هي مشاريع شركة البوتاس القادمة ؟.

 

البوتاس بدأت منذ ثلاثة اعوام تقريبا انتهاج استراتيجية جديدة قائمة على تنويع منتجاتها والدخول الى اسواق استراتيجية مهمة وذات قيمة مضافة عالية جديدة، فأخذت على عاتقها وضع استراتيجية لعملها وتمتد خلال الفترة الممتدة من 2024-2028، معلنة عن خروجها من صندوق التقليدية بالعمل ورغبتها بانتهاز الفرص الضائعة على هذه الصناعة منذ عشرات السنوات، وهذا ما جعل جلالة الملك يوجه الحكومة الى تسريع كل اجراءات تنفيذ مشاريع الشركة.

 

الاردن يتميز بوجود العديد من الخامات النادرة في العالم ومنها خام البوتاس، ولا احد ينكر الجدوى والفائدة التي عكسها هذا الخام على الاقتصاد الوطني على مدار السنوات الماضية،وحاليا ولأجل تعظيم المنفعة منها كان لابد من اطلاق خطط واستراتيجيات تضاعف المنفعة من هذا الخام وزيادة قدرته على المساهمة بالناتج المحلي الاجمالي من خلال تنويع المنتجات.

 

اهمية «البوتاس» تأتي من حجم مساهمتها في الاقتصاد الوطني الكلي اذ ساهمت خلال الخمسة اعوام الماضية بما يقارب (7.2) مليار دولار في احتياطي العملات الاجنبية وبما يقارب مليار دولار مدفوعات للخزينة وكما ساهمت بكثير من النشاطات الاجتماعية والقطاعات التنموية ذات التأثير الإيجابي طويل الأمد كالتعليم والصحة والبيئة والعمل الاجتماعي والمياه والنشاطات الثقافية وتمكين المجتمعات المحلية التي تعمل بها الشركة.

 

مجموعة من المشاريع نفذتها الشركة بلغت كلفتها حوالي 832 مليون دينار سيكون لها عند استكمالها تأثير مباشر وإيجابي على دور ومكانة الشركة في الاقتصاد الوطني وسوق الأسمدة العالمي، وتنفذ حالياً عدداً من المشاريع التوسعية من خلال عقد شراكات استراتيجية لإنتاج الأسمدة المتخصصة ومواد كيماوية ذات القيمة المضافة العالية مثل مواد البرومين والتترابروم.

 

استراتيجية الشركة الثانية للخمس سنوات المقبلة (2024- 2028) تعتمد على تنويع منتجاتها والتركيز على إنتاج الأسمدة المتخصصة ذات القيمة المضافة العالية، وترسيخ استخدام تطبيقات التحول الرقمي والاستدامة ورفع قدراتها في مجال البحث والتطوير والابتكار، والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ورفع الإنتاجية من مادة البوتاس بأنواعها المختلفة لتصل إلى حوالي(3.5) مليون طن بحلول العام 2030 ما سيساهم بزيادة مساهمتها في الاقتصاد الوطني.

 

خلاصة القول، البوتاس نواة وعنوان لبداية التحول من تصدير الخام الى تنويع المنتجات وتحويلها لمنتجات ذات قيمة مضافة عالية تنعكس على اقتصادنا الوطني وزيادة نمو الصادرات، والاهم انها عنوان للانتقال نحو الاكتفاء الذاتي ورفع قدرتنا التنافسية فالبوتاس عنوان للصناعة الاردنية وسفيرها المميز والاميز للعالم،كما انها النموذج المشجع لبقية القطاعات بالانتقال الى مرحلة تحويل منتجاتها وتطويرها للوصول لمختلف الاسواق العالمية، ولهذا يجب الاهتمام بالبوتاس وتسهيل اجراءاتها ودعمها.