انتشار آفة مرض السرطان في الأردن: تحديات وأفكار قابلة للتطبيق

د. اخليف الطراونة

يُعدّ السرطان المسبب الثاني للوفيات في الأردن بعد أمراض القلب والشرايين، كما تُسجّل معدلات الإصابة به ارتفاعاً ملحوظاً في الأردن، ولا سيما في محافظات الجنوب، وتحديداً في محافظة الكرك؛ ما يستدعي من الجهات المعنية، وبتضافر جهودها جميعاً، إلى البحث الجادّ في أسباب هذا الانتشار، وتحديد السُبل الكفيلة بالتصدي له.

 

وإذا كانت أسباب انتشار المرض متنوعة، يقف في مقدمتها التلوث البيئي كالتلوث الصناعي وتلوث الهواء والمياه ؛ وانتشار عادات غذائية غير صحية؛ إضافة إلى العوامل الوراثية وغيرها؛ فإن التوعية الوقائية بهذا المرض الخطير، وأهمية الكشف المبكر عنه، وتحسين جودة البيئة والعلاج والرعاية الصحية له التي يقودها بمهنية عالية ومقتدرة مركز الحسين للسرطان، تسهم-دون شك- في الحدّ من معدل الوفيات الناتجة عنه.

 

لقد أصبح لزاماً على القطاعات الصحية في المملكة أن تولي مكافحة مرض السرطان بالغ الأهمية، ويكون في مقدمة سُلم أولوياتها، كما يقع على عاتق مجلس التعليم العالي وصندوق دعم البحث العلمي والكليات الطبية في الجامعات الأردنية مسؤولية المساهمة ودعم إجراء دراسات وأبحاث علمية مستفيضة ودقيقة حول نسبة الإشعاع وتلوث المياه ونوع الأطعمة المسببة في تزايد نسبة الإصابة بالمرض، ووضع التوصيات والحلول المتاحة التي من شأنها الوقاية من هذا المرض، و الحدّ من انتشاره، وتوفير علاجات فعالة له، وتطوير مجال رعاية السرطان وسُبل الشفاء م?ه.

 

وتستحضرني هنا فكرة قابلة للتطبيق، وتتلخص في قيام الحكومة ومجلس الأمة، مشكورين، باتخاذ ما يلزم من إجراءات لتحويل دينار دعم (التلفزيون الأردني) إلى دينار دعم (مرضى السرطان) وبخاصة بعد شيوع محطات التلفاز الفضائية، وقلة كلفة تشغيل مثل هذه المحطات، ولا سيما مع الزيادة المُطردة في أعداد السكان ووصول مقدار دعم (التلفزيون الأردني) إلى أرقام مهولة، وتزامن ذلك مع زيادة أعداد مرضى السرطان إلى أرقام قياسية.

 

وبالطبع مع وجوب المحافظة على الدعم المناسب للتلفزيون الأردني والعاملين فيه.

 

وعليه؛ فإن الأولوية ودرجة الاهتمام يجب أن تتوجه إلى هذه الشريحة المحتاجة من أبناء الوطن حتى نقيهم شرّ هذا المرض الخبيث.

 

وقانا الله جميعاً من هذا المرض وشافى المرضى منه شفاء تاماً لا يغادر سقما. اللهم آمين.