عصائر "الطرقات" في رمضان... سموم مجانية للشاربين

قال الخبير البيئي والمستشار الدولي أحمد ميّاس، إن تعريض العصائر المخزنة في العبوات البلاستيكية لأشعة الشمس ينتج عنه عدة آثارٍ ضارة، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى تفاعلٍ ثلاثيّ بين ضوء الشمس والمادة البلاستيكية والعصير نفسه، ما يؤدي إلى تدهور جودة العصير، ومخاطر صحية محتملة، ومخاوف بيئية مستقبلية.


وأكد في تصريحٍ لصحيفة أخبار الأردن الإخبارية أن العبوات البلاستيكية، عرضة للأكسدة الضوئية عند تعرضها لأشعة الشمس، خاصةً مع تأثير الأشعة فوق البنفسجية على سلاسل البوليمر في البلاستيك وتحللها من خلال سلسلة من التفاعلات الكيميائية الضوئية. 

وأوضح ميّاس أن استمرار تعرض العبوات البلاستيكية لأشعة الشمس يعمل على إضعاف السلامة الهيكلية للبلاستيك، وتدهور جودة العناصر الغذائية الأساسية الموجودة في المنتج، حيث يمكن للأشعة فوق البنفسجية أن تعزز تفاعلات الأكسدة القادرة على تحطيم هذه المركبات الحساسة، ما يؤدي إلى فقدان القيمة الغذائية لها، وظهور تغيرات محتملة وغير ملحوظة في الطعم، واللون، والرائحة.

وبيّن أن التخلص العشوائي من العبوات البلاستيكية المعرضة لأشعة الشمس يضاعف من مستويات التلوث البيئي، وأن ذلك يحدث عند تفتيت الأشعة فوق البنفسجية والعوامل البيئية الأخرى للمواد البلاستيكية، ما يؤدي إلى إطلاق مكوناتها الدقيقة في البيئة، وهو ما يعد كابوسًا للأخيرة، خاصةً مع دورة حياة بلاستيكية مستمرة وطويلة للغاية في النظم البيئية، مع تراكمها الأحيائي في الكائنات الحية، وتداخلها مع السلاسل الغذائية.

وأعرب ميّاس عن استغرابه من عدم التعامل الجاد من قبل الحكومة مع مثل هذا الملف الحيوي للغاية، خاصة وأنه يرتبط بالأمن البيئي، مضيفًا أن الوقت قد حان لإعادة بناء تصوراتنا نحو النفايات، وأنها يمكن أن تكون موردًا، وليس شيئًا يجب التخلص منه فقط، ما يؤسس لمنظومة مجتمعية تعي أهمية التوازن البيئي.