دودين: 3 أسباب تجعل رواية المحتل أقوى عالميا
أكد وزير الدولة السابق لشؤون الإعلام، م. صخر دودين، ضرورة العمل على مشاريع رواية عربية موحدة للاستفادة من الجوامع بين الدول العربية والقدرات التي يمكن أن تسند بعضها البعض لإيصال الصوت الفلسطيني؛ كون رواية المحتل أقوى عالمياً ولا تقتصر على حدود التواجد الإسرائيلي في فلسطين.
ورأى دودين خلال اللقاء الحواري الذي عقدته النهضة العربية (أرض)، بعنوان: “القضية الفلسطينية: معركة الرواية”، الثلاثاء، في إطار برنامج القضية الفلسطينية، وضمن السلسلة الثانية لندوات متابعة وتدوين وتوثيق تطورات الحرب في فلسطين، بالتعاون مع منتدى التنمية البشرية والاقتصادية (هدف)، أن السردية الإسرائيلية متقدمة ومدروسة عن العربية ومستثمر فيها بكل الوسائل وتخدمها السياسة والاقتصاد، مبيناً أنها تعتمد على تزييف الوعي ومنطلقها القيمي بعيد كل البعد عن المساءلة القيمية والأخلاقية وتخدم مشروع صهيوني استعماري جسده الاحتلال.
وبين أن وسائل الإعلام تلعب دوراً مركزياً في بناء الخطابات المتصارعة عبر تكرار المحتويات التي تعزز إحدى الأفكار وتظهرها على الأخرى، وهي بذلك تكتسب الصفة الاستعلائية التي ليس من أصالتها الأخلاقية أو الحقوقية أو الشرعية، بل فيما يقف خلفها من أدوات ووسائل وكيانات تعزز حضورها في الفضاء العام.
وقال العين الحالي في مجلس الأمة، إن الاحتلال الإسرائيلي لديه “أدلة إرشادية” وسيناريوهات معدة مسبقاً لتسويق خطابهم، وأخذ دور الضحية وتقمصها، موضحاً أنهم استطاعوا بسرعةٍ كبيرة، تحشيد آلة الغرب الإعلامية والدبلوماسية والعسكرية، مما ساهم في استجابة الدول الغربية لهم، وفي تبني أقوالهم، ثم المسارعة إلى تقديم الدعم.
وفي مداخلة، عرج دودين لمقومات المحتوى الإسرائيلي والرواية العربية، حيث أشار إلى أن الاحتلال يسيطر على وسائل الإعلام العالمية ومراكز الأبحاث والجامعات، مما يؤثر على مساحة الرواية العربية التي بحاجة لوحدة في العقيدة والمواقف، إلى جانب ترجمتها لكل لغات العالم لضمان نشرها ووصولها للجميع.
وشدد على أهمية إعداد كتاب وصحفيين وباحثين يملكون أدوات المعرفة ويفهمون التاريخ ويحللونه بطريقة علمية لتفنيد الادعاءات الإسرائيلية المزيفة عبر التاريخ، معتبراً أن أحاديث الاحتلال بدأت تتآكل وتتكشف، وأن أكثر من يفندها اليوم هو الأردن، الذي لديه خطاب ثابت من خلال دعوته دائما إلى إنهاء الاحتلال لخلق أفق سياسي وضرورة تمكين الشعب الفلسطيني من أخذ حقوقه وتقرير مصيره.
وأشاد بموقف الأردن الذي يوجه الأنظار لمركزية القضية الفلسطينية، ويسعى لإعادة الأمور إلى نصابها ويوجهها إلى بوصلتها الحقيقية عندما تظهر أحداث جديدة على المنطقة من خلال التأكيد على ضرورة إيجاد الحل لها.
في السياق، أكد المشاركون في اللقاء، على أهمية إيجاد رواية قادرة على تخطي المعوقات، وفق مناخ حر إبداعي بعيداً عن القيود الأمنية والسياسية، مما يجعل هذا المطلب صعب في ظل التحديات الراهنة، إضافة إلى رعاية الشباب ورفع وعيهم في كافة القضايا الوطنية، وضرورة تزويدهم بأدوات المعرفة الحديثة، فضلاً عن أهمية التركيز على دور صناعة الأفلام لتقديم خطاب مقنع ومختلف للآخر، إلى جانب توفير مؤسسات داعمة للمحتوى الشبابي، مع توحيد الصوت العربي قدر الإمكان.
وبحسبهم؛ فإن التعليم مصدر مهم للمعلومات الجيدة، ولذلك لابد من الانتباه لمخرجات العملية التعليمية في المنطقة العربية، وأيضاً الالتفات لدور الشباب الذي حارب كل التابوهات الإعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن الضروري دعم جهودهم، والاستثمار في بناء التخصصات الإعلامية لتحصين الأمن والاستقرار في المنطقة ككل، مع التركيز على تعلم اللغة العربية واللغات الأخرى، وإعادة تدريس القضية الفلسطينية باللغتين العربية والإنجليزية في المدارس والجامعات والمعاهد.
بالمجمل، تبرز التطورات التي شهدتها القضية الفلسطينية والمنطقة العربية والعالم على هامش الحرب الإسرائيلية على غزة، في كيفية بناء وتأطير محتوى المحتل، وكيف يمكن أن يقف في مواجهة حماية الإنسان وحرمانه من حقوقه الأساسية. لذلك من الضروري الاهتمام بقضية سردية الاحتلال، وكيفية التصدي لها، وتفكيكها، وبناء رواية عربية- فلسطينية تعيد التأكيد على قضايا المنطقة وأهمية تسوية القضية وفقا للقانون الدولي والاتفاقيات المعنية، وحماية حقوق الشعب الفلسطيني وسيادة الدول العربية.