حصافة المسؤول
سلامة الدرعاوي
محافظ البنك المركزي الدكتور عادل شركس خلال لقائه شخصيات اقتصادية ومحللين وخبراء مؤخراً في المنتدى الاقتصادي الأردني، تحدث بشكل واضح وصريح حول مدى نجاعة السياسة النقدية في المملكة، وكيف تحققت النجاحات بشكل واضح.
الدكتور شركس خاض نقاشات دقيقة في كثير من الأمور المتعلقة بالسياسة النقدية، لكن بشكل حصيف ومتزن بعيدا عن أي عناوين إعلامية براقة.
خلال الجلسة التي تحدث فيها عن المبدأ والصراحة لمن يريد المعلومة، وليس للتسابق في العناوين الإعلامية أجاب عن كافة الأسئلة بشكل واضح وصريح ومقنع بعيدا عن التصنع أو تغليف الحقائق.
وفي غمار هذا الحديث، لم يغفل الدكتور شركس التأكيد على دور البنك المركزي كحصن منيع في وجه التقلبات الاقتصادية العالمية، مشددًا على أن السياسات المتبعة ترتكز على أسس علمية محكمة وتحليلات دقيقة تهدف إلى استقرار العملة وضمان التوازن الاقتصادي في المملكة. وأكد أن الاستقرار النقدي ليس غاية في حد ذاته، بل هو وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة، في حين أنه لم يقف عند حدود الإنجازات الحالية، بل ألقى الضوء على المستقبل، معربًا عن طموحاته الكبيرة لتعزيز الابتكار في القطاع المالي والبنكي.
وتطرق إلى أهمية التكنولوجيا المالية ودورها في تسهيل الخدمات المالية وجعلها أكثر فعالية وشمولية، مؤكدًا أن البنك المركزي يسعى لأن يكون رائدًا في اعتماد التقنيات الحديثة التي تدعم النمو الاقتصادي، وتعزز من مكانة المملكة كمركز مالي إقليمي.
ووجه الدكتور شركس رسالة طمأنينة إلى المواطنين والمستثمرين، مؤكدًا أن البنك المركزي يقف كالسد المنيع في وجه الاضطرابات الاقتصادية، مستعدًا دائمًا لاتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لحماية الاقتصاد الوطني وتعزيز الثقة بالسياسة النقدية للمملكة. وخلال الجلسة انصب تركيزه الأساسي على تحقيق إنجازات واقعية وملموسة تعود بالنفع على اقتصاد المملكة، وتسهم في تعزيز الثقة بين المواطنين والمؤسسات المالية، مؤمنا بأن الأعمال هي من تتحدث عن نفسها، وأن النجاح الحقيقي يكمن في الإنجازات التي تُحدث فرقًا، وتساهم في بناء اقتصاد مستقر.
وبالنهاية، لماذا قلت ذلك؟، لأننا بحاجة إلى تبني نهج يقوم على الإخلاص في العمل، والتركيز على الإنجاز الواقعي والملموس عوضا عن السعي وراء الظهور الإعلامي.