سيارات الهيدروجين أم الكهربائية.. أيهما سيشكل مستقبل النقل؟
طرح تعاون بين شركتي "هوندا" و"جنرال موتورز" لتطوير سيارات الهيدروجين، ودعم شركة "تويوتا" المستمر لتكنولوجيا الهيدروجين، وإمكانية تعديل محركات الغاز التقليدية لتعمل بالهيدروجين، تساؤلًا حول جدوى السيارات الكهربائية في المستقبل.
وتنافس المركبات التي تستخدم خلايا الوقود وتعمل بالهيدروجين السيارات الكهربائية ذات البطاريات، كأفضل وسيلة لتنظيف صناعة السيارات عن طريق استبدال البنزين الملوث للمناخ.
وتتقدم السيارات الكهربائية كثيرًا، بحيث تعمل شركات السيارات الكبرى على تحويل تشكيلاتها من السيارات إلى الكهرباء بسرعة، في حين لا يتوفر سوى عدد قليل من سيارات الهيدروجين، ولكن هل تعتبر سيارات الهيدروجين بديلاً حقيقياً للسيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية؟.
السيارات الكهربائية
وهيمنت السيارات الكهربائية على قطاع النقل في الوقت الراهن، لعدة عوامل أبرزها: الذوق الثقافي، بحيث أن صعود شركة "تيسلا" في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين أدى بلا شك إلى زيادة شعبية السيارات الكهربائية في جميع أنحاء العالم.
ويتمثل العامل الثاني بالتكلفة، إذ يبلغ سعر سيارتي الهيدروجين الرئيسيتين المعروضتين للبيع اليوم في الولايات المتحدة وهما "تويوتا ميراي" و"هيونداي نيكسو"، حوالي 50 ألف دولار و60 ألف دولار على التوالي، وبفضل انخفاض أسعار بطاريات "الليثيوم أيون"، أصبح عدد متزايد من المركبات الكهربائية أقل تكلفة.
وتتمتع المركبات الكهربائية بميزة حاسمة أخرى، وهي أنه يوجد أصلاً نظام كهربائي واسع النطاق لشحنها على مستوى العالم، بينما يجب بناء بنى تحتية جديدة لدعم السيارات الهيدروجينية.
قوة الهيدروجين
للهيدروجين مزاياه الخاصة، إذ يمكن ضخه مثل الوقود في وقت أقل مما يستغرقه شحن بطارية السيارة الكهربائية، ويمكن أن يوفر نطاقات قيادة أطول، ويشبه الهيدروجين إلى حد كبير تجربة الضخ والانطلاق التي يعرفها الجميع من استخدام البنزين.
لكن تتطلب هذه التجربة إنتاج كمية هائلة من الهيدروجين ومن ثم نقله، عبر خطوط الأنابيب أو الشاحنات، إلى محطات التزود بالوقود في جميع أنحاء البلاد.
الحفاظ على البيئة
ولكي تحقق المركبات الكهربائية أقصى تأثير في خفض ثاني أكسيد الكربون المسبب للاحتباس الحراري، يجب أن تسير جنبًا إلى جنب مع إزالة الكربون من الشبكة الكهربائية التي تشحنها، رغم أن السيارات الكهربائية ليست خالية من الانبعاثات، إذ إن استخراج المعادن الثقيلة لصناعة بطارياتها يتسبب بقدر كبير من التلوث البيئي.
ورغم أن سيارة الهيدروجين لا يخرج من عوادمها سوى الماء، لكن لديها أيضًا مشاكلها البيئية الخاصة، لأن كل الهيدروجين المستخدم اليوم يتم استخراجه من الغاز الطبيعي، في عملية تنتج ثاني أكسيد الكربون كمنتج ثانوي، إلا أنه يمكن استخدام أنظمة احتجاز الكربون لإبعاد ثاني أكسيد الكربون عن الغلاف الجوي وهو ما يطلق عليه الخبراء اسم "الهيدروجين الأزرق"، الذي يجعل الهيدروجين الباهظ الثمن أصلاً، أكثر تكلفة.
عودة سيارات الهيدروجين
ومع استمرار انخفاض أسعار البطاريات، ستكون خطوة الشركات التالية استخدامها في المركبات الثقيلة، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت نطاقات القيادة وأوقات إعادة الشحن للمركبات الكهربائية ستتوافق مع عالم النقل بالشاحنات لمسافات طويلة والطائرات والسفن والمعدات الثقيلة.
ويمكن للهيدروجين أن يثبت أنه مرشح أفضل، ولا سيما إذا قامت الدول ببناء محطات للتزود بالوقود الهيدروجيني لدعم النقل بالشاحنات؛ الأمر الذي سيدعم التوجه لسيارات الركاب العاملة على الهيدروجين أيضًا.
ويمكن لجهود جعل الهيدروجين أنظف وأرخص أن تساعد في جعل مركبات خلايا وقود الهيدروجين قادرة على المنافسة مرة أخرى، وقد يتعزز ذلك مع النقص في المواد والمعادن المستخرجة لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية والاضطرابات الجيوسياسية في البلدان التي تنتجها، كما قد يؤدي ذلك إلى رفع أسعار المركبات الكهربائية، وجعل الهيدروجين حلاً لمشاكل تلوث النقل مرة أخرى.