الإسراء والمعراج.. ماذا قال الأنبياء في المسجد الأقصى؟
أحيت الأمة الإسلامية، الأربعاء، ليلة الإسراء والمعراج، الرحلة المعجزة التي اتصلت فيها الأرض بالسماء.
تزخر الليلة بالأحداث المعجزة، لكن من أبرزها كان جمع الأنبياء في المسجد الأقصى، وحدوث حوار بينهم، انتهى بتقديمهم المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم لإمامة الصلاة بهم.
فماذا حدث عندما التقى الأنبياء؟
أورد الحاكم في المستدرك وصححه البيهقي، والقسطلاني في المواهب اللدنية، والنبهاني في جواهر البحار، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن الأنبياء عندما اجتمعوا في بيت المقدس أثنوا على ربهم، وكان هذا ما قالوه:
1- قال سيدنا إبراهيم عليه السلام: الحمد لله الذي اتخذني خليلاً وأعطاني ملكًا عظيمًا، وجعلني أمة قانتًا يُؤْتَمُّ بي، وأنقذني من النار وجعلها عليّ بردًا وسلامًا.
2- قال سيدنا موسى عليه السلام: الحمد لله الذي كلَّمَنِي تكليمًا، وجعل هلاكَ فرعونَ ونجاةَ بني إسرائيلَ على يديّ، وجعل من أمتي قومًا يهدون بالحق وبه يعدلون.
3- قال سيدنا داود عليه السلام: الحمد لله الذي جعل لي ملكًا عظيمًا، وعلَّمَنِي الزبورَ، وأَلاَنَ لِيَ الحديدَ، وسَخَّرَ لِيَ الجبالَ يُسَبِّحْنَ والطيرَ، وأعطانِي الحكمةَ وفصلَ الخطابِ.
4- قال سيدنا سليمان عليه السلام: الحمد لله الذي سَخَّرَ لِيَ الرياحَ، وسَخَّرَ لِىَ الشياطينَ يعملون لي ما شِئْتُ من محاريبَ وتماثيلَ وجفانٍ كالجَوَابِ وقدورٍ راسياتٍ، وعلَّمَنِي مَنْطِقَ الطَّيْرِ، وآتَانِي من كلِّ شىء فضلاً، وسَخَّرَ جنودَ الشياطينِ والطيرِ، وفَضَّلَنِي على كثيرٍ من عبادِه المؤمنين، وأتاني ملكًا عظيمًا لا ينبغِي لأحدٍ من بعدِي، وجعل مُلْكِي طيبًا ليس فيه حسابٌ ولا عقابٌ.
5- قال سيدنا عيسى عليه السلام: الحمد لله الذي جعلني كَلِمَتَه، وجعل مَثَلِي مَثَلَ آدمَ خَلَقَهُ من ترابٍ، ثم قال له كن فيكون، وعَلَّمَنِي الكتابَ والحِكْمَةَ والتَّوْرَاةَ والإنجيلَ، وجعلنِي أُبْرِئُ الأكمهَ والأبرصَ وأُحْيِي المَوْتَي بإذنِ اللهِ، ورَفَعَنِي وطَهَّرَنِى وأَعَاذَنِي وأُمِّي من الشيطانِ الرجيمِ.
6- قال سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: الحمد لله الذي أرسَلَنِي رحمةً للعالمينَ، وكافةً للناسِ بشيرًا ونذيرًا، وأنزلَ علي الفرقانَ فيه تبيانُ كلِّ شيءٍ، وجعلَ أُمَّتِي خيرَ أمةٍ أُخْرِجَتْ للناسِ، وجعلَ أُمَّتِي وسطًا، وجعلَ أُمَّتِي الأولين والآخرين، وشرحَ لي صدرِي، ووضعَ عنِّي وزرِي، ورفعَ ذكرِي، وجعلنِي فاتحًا خاتمًا.
فقال سيدنا إبراهيم: بهذا فَضَلَكُمْ محمد.
جاء في كتاب السيرة النبوية لأبي العزائم، للدكتور عبدالحليم العزمي، أن (التقاء المصطفى بهم في هذا الجمع المباركِ النورانيّ من بابِ فضلِ اللهِ عليهم، وتطبيقًا عمليًّا لميثاقِ اللهِ الأولِ، وتحقيقًا لبَيْعَةِ اللهِ وميثاقِهِ لهم من قبلُ، ورمزًا للوَحْدَةِ الإيمانيةِ قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ) "آل عمران: 81".
وأضاف: "ومعلوم أن بيت المقدس هو سلطان الأنبياء السابقين، وشريعة الإسلام تقول: لا يُؤَمُّ الرجلُ في بيتِه ولا في سلطانِه إلا بإذنِه، ومن إمامة المصطفى استنبط العلماءُ أن الإمامَ الأعظمَ يُقَدَّمُ للإمامةِ على ربِّ المنزلِ دون إذنِه".