قطر ومصر... والممرات الضيقة
يعرف المصريون والقطريون.. أكثر كثيراً من الأمريكيين، الممرات الضيقة التي كانوا يعبرون منها إلى حلول بين حماس وإسرائيل.
كانت الممرات الضيقة تُنتِج تخفيفاً للحصار ولو قليلاً، وفي حال الاشتعال تطفئ النار لفترات طويلة، أو قصيرة، وكان كل ذلك ينطوي تحت بند مساعدة غزة، مالياً بالمرور عبر إسرائيل، وبالتهدئة عبر تفاهمات واتفاقات غير موثقة إلا أنها كانت توقف الموت والدمار ولو إلى حين.
منذ السابع من أكتوبر وإلى يومنا هذا كبرت الحكاية على الوسيطين التقليديين، وكبرت حتى على العالم كله بما في ذلك إسرائيل، ورأينا كم كان صعباً الوصول إلى الهدنة المحدودة الأولى والتبادل.
وكان التفاهم على الإطار والذي جرى تكبيله بشروط "تعجيزية" يراها كل طرف تجاه مطالب الطرف الآخر، حافزاً للوسطاء على مواصلة جهودهم بفرز المطالب المتبادلة وإيجاد نقاط لقاء تتيح مجالاً للمضي قدماً في الوساطة وتحقيق وقف لإطلاق النار وتبادلٍ جديد.
قدّمت حماس ردها المنتظر، ونُظر إليه من قبل الوسطاء والأمريكيين على أنه ينطوي على جوانب إيجابية، وإن كانت ملحقاته واشتراطاته "مبالغ فيها" كما قال الرئيس بايدن.
وعرض نتنياهو رد إسرائيل الذي بدا في محدداته أكثر مبالغة من رد حماس، وقد عزز نتنياهو رده بتهديدٍ مباشرٍ بأنه بصدد الانتقال من خان يونس بعد "تصفية حماس فيها" للقتال في رفح، ووعد بشهور لإنجاز المهمة.
عادت الكرة بعد الردود المكبلة بالشروط إلى الجانب القطري والمصري، اللذان لا يملكان ترف خيار الاستنكاف عن مواصلة العمل والسير في الممرات الضيقة، ولعل الأمريكيين يقدمون بعض ضغط جدي على إسرائيل لتشجيعها على مرونة أكثر مع الوسطاء وأفكارهم ومقترحاتهم.
لم يسدل الستار بعد على الجهود الصعبة والمعقدة التي يقوم بها القطريون والمصريون، فما يزالوا ملزمين بمواصلة الجهد، دون كلل أو ملل أو يأس.
هكذا عملوا في السابق، ولا مناص من أن يواصلوا العمل الآن.