هل تزيد حبوب منع الحمل خطر الإصابة بالسرطان؟

غالباً ما يتمّ الربط بين حبوب منع الحَمَل وخطر الإصابة بالسرطان. وثمة دراسات أكّدت بالفعل أنّها قد تزيد هذا الخطر، فيما برزت أخرى لتنفي ذلك. فكيف تؤثر حبوب منع الحَمَل على خطر الإصابة بالسرطان؟ وما الحل البديل لمن يُعتبر أكثر عرضةً للخطر؟

ما دور حبوب منع الحمل؟

حبوب منع الحمل من الأدوية التي يجب تناولها يومياً في الوقت نفسه لتجنّب حصول الحمل. ويمكن تناولها بشكل متواصل أو خلال 21 يوماً من أصل 28. وهي قادرة على منع الحمل بفضل الهرمونات النسائية الصناعية التي فيها، أي الأستروجين التي تُنتج في بداية الدورة الشهرية، والبروجيسترون التي يزيد إنتاجها عامةً في القسم الثاني من الدورة الشهرية. وتمنع الحبوب الحَمَل عبر منع المبيض من تحرير البويضات.
 
تجدر الإشارة إلى وجود نوعين من حبوب منع الحمل بحسب تركيبتها. وهي توصف للمرأة بحسب العمر وسجلها الصحي والمخاطر الصحية التي لها. وتُعرف حبوب منع الحمل الأولى بالـCOP وتحتوي في الوقت نفسه على البروجيسترون والأوستروجين. وثمة أنواع منها تختلف بحسب التركيبة وجرعات الهرمونات التي فيها.
 
اما النوع الثاني من حبوب منع الحَمَل التي تُعرف بالحبة الصغيرة، فلا يحتوي إلاّ على جرعة صغيرة من هرمون البروجيسترون. علماً أنّ الحبوب الأولى لها محاذير أكثر بالمقارنة مع الحبة الصغيرة. إذ يزيد فيها خطر حصول جلطات ومشكلات في الأوعية الدموية. وبالتالي لا يُنصح بها للنساء اللواتي لديهن عوامل خطر، او سبق ان أصبن بمشكلة في القلب أو الأوعية الدموية او جلطات. 

هل تزيد حبوب منع الحَمَل خطر الإصابة بالسرطان؟

في عام 2005، اعتبر المركز الدولي للأبحاث حول السرطان التابع لمنظمة الصحة العالمية، حبوب منع الحَمَل من المنتجات المسرطنة. إذ تبين أنّها قد تزيد بشكل بسيط خطر الإصابة بسرطان الثدي. وبرزت دراسات عديدة تثبت أنّ حبوب منع الحَمَل يمكن أن تعرّض المرأة لهذا الخطر. لكن هذا الخطر موجود فعلاً في حال تناول حبوب منع الحَمَل للمدى البعيد لفترة تتخطّى الخمس سنوات. لكن بعد انقضاء فترة عشر سنوات من التوقف عن تناولها، يزول هذا الخطر ويعود خطر الإصابة بسرطان الثدي إلى المعدل الطبيعي، كما بالنسبة لأي امرأة لم تتناول يوماً حبوب منع الحمل. 
 
تجدر الإشارة إلى أنّه في السنوات الأخيرة ارتفعت معدلات الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء اللواتي هن دون سن 40 سنة. حتى اليوم لا يُعرف السبب وراء ذلك. لكن من الممكن أن تكون حبوب منع الحَمَل من عوامل الخطر التي ساهمت في ذلك لدى وجود عوامل اخى في الوقت نفسه. لكن هذا الخطر يبقى بسيطاً في مقابل أهمية حبوب منع الحَمَل للمرأة التي ليس هناك ما يمنع وصفها لها.
 
ما هي وسائل منع الحَمَل للمرأة التي ثمة عوامل خطر تمنع وصفها لها؟

ثمة نساء يُعتبرن أكثر عرضةً لخطر الإصابة بسرطان الثدي، في حال وجود العامل الوراثي الذي لا يشكّل إلاّ نسبة 5 إلى 10 في المئة من الحالات. ففي معظم الأحيان يرتبط الاستعداد الجيني بوجود طفرة جينية تحملها امرأتان من 1000، وهي تزيد خطر الإصابة بسرطان المبيض أيضاً. في حال وجود استعداد وراثي او جيني، ليس هناك ما يمنع وصف حبوب منع الحَمَل أياً كان نوعها. وكانت ثلاث دراسات كبرى قد أظهرت أنّ حبوب منع الحَمَل لا تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء اللواتي في هذه المجموعة، وإن كان بعض الأطباء يفضّلون التأني في هذه  الحالة. وفي كل الحالات، على الطبيب أن ياخذ في الاعتبار سن المرأة وكل ما يتعلق بسجلها الصحي، وما إذا كانت من المدخنات وأُصيبت سابقاً بجلطة أو بمشكلة في القلب أو الأوعية الدموية، قبل وصف حبوب منع الحمل. وقد يفضّل البعض عندها اللجوء إلى وسائل منع حَمَل أخرى.