فصيل عسكري سوري كبير يوجه خطابا للأردن
بمبادرة تكونت من 9 بنود، وجه أكبر فصيل عسكري في محافظة السويداء، جنوبي سوريا، وهو "حركة رجال الكرامة"، خطابا للأردن دعا فيه المملكة إلى الانخراط بـ"جهود تنسيق" وتبادل معلومات من أجل مكافحة المخدرات، وبهدف "تجنيب أهلنا الموت المجاني".
ماذا تتضمن المبادرة؟
تعتبر "حركة رجال الكرامة" من أكبر وأبرز التشكيلات العسكرية في السويداء، وألقت القبض خلال الشهرين الماضيين على 30 تاجرا ومروجا ومهربا للمخدرات وحبوب "الكبتاغون"، حسبما ورد في بيان نشرته على "فيسبوك".
ورغم أن المبادرة التي طرحتها حملت في الأساس رسالة وفكرة جديدة للأردن، تضمن بعض بنودها رسائل موجهة للداخل والأهالي الموجودين في المحافظة.
الحركة أعلنت استعدادها لملاحقة جميع المتورطين بتهريب وتجارة المخدرات، بعد تقديم الجانب الأردني قوائم بأسماء المتورطين.
وطالبت عمّان بـ"وقف العمليات العسكرية على المواقع المدنية، وتوخي الحذر عند تنفيذ أي عملية"، بالإضافة إلى "إطلاعنا على تحركاتهم العسكرية والتنسيق معنا".
أما فيما يتعلق بالداخل، فقد دعت إلى "عدم منح غطاء أو حماية أهلية لكل من يثبت تورطهم"، وقالت إن "أي توسط لأولئك المتورطين سيكون صاحبه شريكا للمتورط".
وطالبت العائلات والمرجعيات الأهلية بموقف مُعلن وواضح من المدانين من أبناء السويداء بالتورط في تجارة وتهريب المخدرات، ورفع الغطاء الاجتماعي عنهم.
ويوضح أبو تيمور، المسؤول الإعلامي في الحركة لموقع "الحرة"، أنه لم يصلهم أي رد رسمي من الأردن على المبادرة التي طرحتها "رجال الكرامة"، ويقول إنها "لتجنيب أهلنا الموت المجاني وبدرجة أولى".
ومع ذلك يضيف أن "المفروض من المجتمع المحلي العمل على مسار داخلي يهدف لطرد تجار المواد المخدرات من القرى ومن الأحياء"، وآخر خارجي "بالتواصل مع الأردن عبر فعاليات وطنية".
ويوضح المسؤول الإعلامي أن "تهريب المواد المخدرة عبر الحدود تقوم به عصابات عدة"، وأن "السويداء طريق مرور لها وليس مركز تصنيع".
كما يعتقد أن "كبح الظاهرة يحتاج إلى تضافر جهود دولية وإقليمية".
وقال تلفزيون سوريا (المعارض) إن العقيد فريد القاسم قائد جيش سوريا الحرة العامل في منطقة التنف، كشف عن وجود تنسيق مع الأردن لمكافحة المخدرات على الحدود السورية الأردنية، مشيرا إلى أنهم يعملون على تطويره مع الحكومة الأردنية.
وأفاد القاسم بوجود تنسيق بسيط لهم مع مجموعات رجال الكرامة في محافظة السويداء لمحاربة المخدرات على الحدود السورية الأرنية، معتبرا أن التنسيق في مراحله الأولى وأنهم يأملون أن يتطور للحد من المخدرات. وقال القاسم إنهم في قيادة جيش سوريا الحرة يأملون أن تتم مساعدة قواته لمكافحة المخدرات على كامل الحدود السورية الأردنية، مشيرا إلى أن المخدرات التي يضبطونها مصدرها حزب الله اللبناني وقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية المنتشرة في المنطقة.
في المقابل، قال المكتب الإعلامي لحركة رجال الكرامة في السويداء، في تصريح لموقع تلفزيون سوريا إن التنسيق في محاربة المخدرات في الجنوب السوري سيكون فقط مع فصائل محلية ضمن المحافظة وقراها.
كذلك قال المكتب الإعلامي للتلفزيون إن الأردن لم يرد حتى الآن على المقترح الذي تقدموا به للمساعدة في محاربة المخدرات جنوبي سوريا، مشيرا إلى أن حركة رجال الكرامة يمكنها مساعدة الفعاليات الأهلية والاجتماعية لمحاسبة كبار تجار المواد المخدرة وإبعاد خطرهم عن القرى والأحياء وبالتالي خطرهم عن المدنيين الأبرياء، على حد وصفه.