في ( لاهاي) (أرنا الله جهرةً)

د. عماد الزغول

هذا عنوان الدفوع  التي قُدمتها اسرائيل في محكمة العدل الدولية في الدعوى التي قدمتها جنوب افريقيا تتهم فيها اسرائيل بجريمة ابادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزّة.

وليس بالجديد على الصهيونية  إنكار ما يثبتهُ العقلُ بالضرورة،  بل يتعدى الأمر الى الاغراق  بالكذب حدّ الوقاحة.

ان ما شاهدناه اليوم في جلسة الدفاع التي قدمها ممثلوا العدو الصهيوني في دعوى الابادة الجماعية التي تقدمت بها جمهورية جنوب افريقيا ضد اسرائيل، يثبت  بما لايدع مجالاً للشك أن اسرائيل دولة مليشيات وعصابات مارقة على كل القوانين والاعراف الانسانيّة.

ولا يمكن لهذا الكيان أن ينصاع للحق الا بالقوة الجبرية ، وإذا ما ارتفع عنهم سوط الحق رأيتهم ينكرون الشمس في رابعة النهار ويطلبونك أن تريهم الله جهرة كما فعل اجدادهم من قبل.

وأول ما يلاحظ على الدفوع التي قدمها الكيان المحتل  هو انكار الجرائم التي قام بها في غزّة وتذرعه بأن ما قام به هو دفاع عن النفس، وهذا الدفعُ مرفوض ابتداءً كونه دولة احتلال، وبكل الشرائع يصح لمن وقع عليه الاحتلال ان يقاوم بكل ما  تصل اليه يده.

اما عن دفع محاميه بعدم اختصاص محكمة العدل الدولية فهو دفع ضعيف كما يصفه المختصون من خبراء القانون الدولي، فضلاً عن انكارهم لكل الادلة المسجلة بالشهادات المعتبرة والموثقة بالصوت والصورة لبشاعة ما ارتكبته في خق اهل غزة  وهذا يدل على ضعف الباطل الذي تقدمه اسرائيل للعالم وطلبهم للاثبات وفق مبدأ ( ارنا الله جهرةً).

ولأن التبرير هو سلاحهم الدائم في القاء التهم على غيرهم دفع محامي اسرائيل بأن سبب القصف الكبير على المناطق المأهولة بالسكان المدنيين ، هو بسبب  شبكات الانفاق المعقدة -  التي انشأها المقاومون-  الممتدة تحت المباني السكنية  والمستشفيات -بزعم اسرائيل- ، وما قصفهم لسيارات الاسعاف الا لتأكدهم من استخدامها لنقل المقاتلين من حماس، وهنا يقف كل ذي عقل متعجباً من منطقهم الذي لا يمكن تفسيره الا وفق منظور توراتي يؤمن أتباعه بأن من سواهم من البشر( الأغيار) حسب التعبير التوراتي ، هم حيوانات لا يستحقون الحياة كما صرح بذلك أكثر من مسؤول اسرائيلي.

وهنا يمكن القول بأن النظرة الاسرائيلية للفلسطينيين هي نظرة توراتية احلالية متطرفة كانوا يخفونها دوما،  لكن و لأول مره تظهر للعالم  بجلاء، وهذه المرة الاولى التي تُجلب فيها دولة الكيان الصهيوني لترد عن نفسها التهمة الاكثر بشاعة -الابادة الجماعية- التي يمكن ان توصم بها دولة تحترم نفسها ، أو جيش يحترم الاعراف العسكرية، هي ذات المحكمة التي اخذت اسرائيل حكما لصالحها في ذات الجرم بعد الحرب العالمية الثانية ( الهولوكوست).

 وفي ظل انضمام المانيا للدفاع عن وجهة النظر الاسرائيلية واعتقد انه سيتبعها دولة او اكثر من دول النفاق السياسي  المؤازرة للظلم الصهيوني ، أصبح لزاماً على الدول العربية والاسلامية ا أن تنظم لمساندة  دولة جنوب افريقيا لتقوية الدعوى، كما أعلن الاردن عن تأييدها الكامل للدعوى.

ونتطلع في الاسابيع القادمة أن تنتصر محكمة العدل الدولية للحق وتصدر حكمها بالاجراءات الاحترازية وتوقف شلال الدم النازف في غزة.