إخفاق استخباراتي إسرائيلي جديد.. محمد الضيف بصحة جيدة وليس مقعدا

كشف الصحافي الإسرائيلي في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بن كسبيت وتحت بند نشر أولي بأن قائد كتائب القسام محمد ضيف يمشي على قدميه، حيث أظهرت مقاطع فيديو من مواد استخبارية تم جمعها، بأن محمد الضيف حيّ، ويمشي على قدميه وصحته جيدة ويقوم بأداء مهامه ووضعه جيد بشكل عام.

ولم يكن واضحاً لاجهزة الاستخبارات الاسرائيلية بان محمد الضيف بوضع صحي أفضل مما كان يشار اليه أو يصدر من خلال تصريحات كبار قادة الجيش او الخبراء العسكريين الذين ينتشرون في الاستوديوهات الإخبارية التحليلية. الجيش الإسرائيلي وضع يده على مقاطع فيديو يظهر فيها محمد ضيف يسير على قدميه، وحالته أفضل بكثير مما كان مقدرًا في إسرائيل.

وبعد ملاحقته و مطاردته لعقود اكتشف الجيش الاسرائيلي ان الضيف لم يفقد يديه او رجليه، وهذا اخفاق استخباري يضاف الى سلسلة الاخفاقات الاستخباراتية السابقة وعلى راسها السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، وتبين أنه لا يحتاج لكرسي متحرك ليتنقل بين غرفة العمليات   والأنفاق.

وبعد أن نشر الجيش الإسرائيلي الفيديو لشقيق يحيى السنوار، محمد السنوار، وهو يتنقل عبر مركبة صغيرة داخل أنفاق غزة، تبين الآن أن محمد الضيف، الذي تلاحقه إسرائيل منذ سنوات، لا يزال على قيد الحياة وينبض بكل معنى الكلمة. 

في إطار عملية جمع المعلومات الاستخبارية في قطاع غزة، عثرت الاستخبارات الإسرائيلية على عدة مقاطع فيديو صورت بالفترة الأخيرة.

وفي أحد مقاطع الفيديو، شوهد الضيف وهو يمشي على قدميه، وإن كان يعرج بشكل طفيف. 

وفي فيديو آخر يجلس في مكان مختلف، ويبدو من مقاطع الفيديو بأن حالته أفضل بكثير مما تم تقديره في إسرائيل، بعد سلسلة طويلة من الهجمات ومحاولات الاغتيال، حتى أنه أصيب في بعضها. ويستطيع الضيف المشي بمفرده ولا يستخدم كرسيًا متحركًا، وربما يمكنه أيضًا استخدام كلتا يديه.

وفي تعليق اولي وصف الصحافي في القناة 12 الإسرائيلية،اليمني و المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عميت سيغال ذلك "بالفشل الاستخباراتي الرقم 7463".

وكتب سيغال في تغريدته على موقع “X” تم تصوير محمد الضيف في مقاطع فيديو بيدين ورجلين وعرج خفيف فقط، مضيفاً: "يعرج ولكنه ليس مبتور الأطراف وليس أعمى".

ووصف بعض المواقع الإخبارية ذلك بانه اشبه بالـهزة الأرضية، واخبار مزلزلة بعد سنوات من التقديرات الإسرائيلية الخاطئة "بأن محمد الضيف مقعد على كرسي متحرك ووضعه الصحي سيئ جدًا".

 وختم الكاتب: "اذا لم يكن ما تخفيه الأجهزة الأمنية اكبر من ذلك، فان هذا يفسر أن إسرائيل تبحث عن تحقيق إنجاز كبير في الحرب على قطاع غزة، وهو ما يبرر تمديدها بشكل يومي للعمليات العسكرية على الارض ورفضها لأي ضغوط دولية تدعوها للتهدئة او لوقف إطلاق النار".  

وخلال معركة "سيف القدس " أو كما اسماها الجيش الاسرائيلي "حارس الأسوار" عام 2021، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن الجيش الإسرائيلي حاول اغتيال محمد الضيف، قائد الجناح العسكري لكتائب القسام، مرتين على الأقل خلال 10 أيام من الهجوم على قطاع غزة.

اسمه الكامل محمد دياب إبراهيم المصري (أبو خالد) من مواليد غزة، عام 1965، ويُعرف باسم محمد الضيف. قائد عسكري فلسطيني، والقائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وأحد أهم المطلوبين لإسرائيل منذ عام 1995 لقتله جنودًا إسرائيليين. 

اعتقله الجيش الاسرائيلي سابقاً والسلطة الوطنية الفلسطينية وحاولت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الأمن العام "الشاباك "، والاستخبارات الخارجية والعمليات الخاصة " الموساد" القاء القبض عليه أيضاً. 

لقّب بـالضيف لأنه حلّ ضيفاً على الضفة الغربية حيث ساهم في بناء كتائب القسام هناك، ولأنه لا يستقر في أي مكان؛ وغالباً ما يكون ضيفاً على أحد.

نادراً ما يتكلم الضيف، و قد يتكلم في لحظات حرجة صعبة مثل بعض الحروب والمعارك كما فعل أثناء معركة "العصف المأكول" عام 2014، وبعد عدة ساعات من بدء هجوم السابع من اكتوبر.
 

 
 
وأكدت الصحيفة بأن جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "امان" يعتقد أن الضيف قد أفلت منها بنجاح.
 
ووفق الصحيفة الإسرائيلية ، فإن آخر الضربات التي استهدفت الضيف، كانت يوم الإثنين 17 من أيار (مايو) 2021.
 
ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية، أن قوات الجيش تستهدف عددًا من قادة الحركة، على رأسهم الضيف، الذي عجز جهاز الاستخبارات عن تحديد مكان تواجده.

وادعت الصحيفة، أنه في الوقت الذي يقول فيه الجيش الاسرائيلي إنه حقق عددًا من أهدافه خلال الحرب الشرسة على قطاع غزة من خلال إضعاف قدرات الحركة، فإنه في المقابل يصر على مواصلة الحرب من أجل مطاردة الضيف تحديداً وكبار قادة حركة حماس.

لكن الصحيفة اعترفت بعجز إسرائيل على اغتيال الضيف رغم أنها تطارده منذ اكثر من 25 عامًا، بعد أن قاد العشرات من العمليات العسكرية ضد الجيش.

كما اشارت أيضًا بأن الجيش الإسرائيلي يصنف الضيف على أنه "قائد ميداني ماهر".

ولفتت إلى أنه قبل محاولتي إسرائيل الفاشلتين باغتيال الضيف، حاولت أجهزة الأمن الإسرائيلية قتل الضيف 5 مرات على الأقل على مر السنوات الماضية.
 
وذكرت الصحيفة أن أول محاولة كانت عام 2001، والثانية عام 2002 وكلفته عينه، وثالثة بعد ذلك بعام. وتضيف: "نُفذت غارة أخرى في عام 2006 أصيب فيها بجروح خطيرة، وفقد ساقيه وذراعه"، وفي عام 2014، خلال حرب غزة، حاولت إسرائيل مرة أخرى اغتياله، لكنها أخطأته، ليقتل بدلاً منه زوجته وابنه الرضيع وابنته البالغة من العمر 3 سنوات.

وفي 16 أيار (مايو) 2021، قال قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي الجنرال إليعازر توليدانو، إن القياديين في حركة حماس وجناحها العسكري محمد الضيف ويحيى السنوار، هدف للضربات الإسرائيلية.