هل يتأثر ميناء العقبة بسبب عمليات الحوثيين؟
غادة الخولي
قال الخبير الاقتصادي، منير دية، إن الحوثيين دخلوا ميدان الحرب انتصاراً لقطاع غزة وما يتعرض له من عدوان همجي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وبناءً عليه قاموا باعتراض السفن المارة في البحر الأحمر والمتجهة للموانئ الإسرائيلية والسيطرة عليها أو استهدافها بالصواريخ في حال عدم امتثالها لشروط قوات الحوثيين.
وأضاف دية، في حديث لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، السبت، أن اعتراض السفن من قبل الحوثيين دفع شركات الملاحة العالمية لوقف عمليات الإبحار من خلال باب المندب مروراً بالبحر الأحمر.
وأفاد أن نتائج وقف عمليات الإبحار من خلال باب المندب ستؤخر وصول السفن والبواخر المارة في البحر الأحمر وصولاً للموانئ الإسرائيلية، ما يزيد طول مدة الشحن لأكثر من ثلاثة أسابيع وسترفع فاتورة الشحن البحري وترفع كلف التأمين على البضائع وتعرقل سلاسل الإمداد.
وأكد دية أن ذلك سيزيد أسعار السلع والبضائع داخل الكيان المحتل بنسبة قد تتجاوز 35%، والذي بدوره سيزيد نسب التضخم لأرقام قياسية ويقلل تدفق البضائع وتوفرها في الأسواق وسيهدد اقتصاد إسرائيل.
وبين الخبير الاقتصادي أن الاحتلال يعتمد بشكل كبير على التجارة مع آسيا عبر البحر الأحمر، حيث يقدر حجم التجارة بين إسرائيل ودول آسيا بحوالي 40 مليار دولار سنوياً، مشيراً إلى أن كله سيزيد من التداعيات السلبية على الاقتصاد الإسرائيلي.
وأكد دية أن شركات الشحن العالمية الكبيرة، بدأت بتعليق إبحارها في البحر الأحمر حتى إشعار آخر، ومن أبرزها شركة "ميرسيك الدنماركية وشركة هاباغ لويد الألمانية وشركة زيم الإسرائيلية"، مضيفاً أنه من المؤكد أن هناك شركات عالمية أخرى ستتخذ نفس الإجراء وتحويل خطوط سيرها نحو إفريقيا عبر "رأس الرجاء الصالح".
وأفاد دية أن ذلك سيزيد المسافة بنحو 13 ألف كم؛ خوفاً من التهديدات الأمنية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب والذي يربط أوروبا وأمريكا عبر قناة السويس بدول الخليج وآسيا.
وأردف أن عدد السفن التي تمر بمضيق باب المندب سنوياً تقدر بحوالي 21 ألف سفينة، إذ يعتبر من أهم الممرات العالمية لنقل النفط الخام والغاز من دول الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد أنه يمر أكثر من ستة ملايين برميل نفط يومياً من خلال الممر، والذي يعتبر شرياناً مهماً للتجارة العالمية والذي استحوذ على 12% من التجارة العالمية.
وعلى ضوء استمرار العدوان وحرب الإبادة على قطاع غزة وبقاء المنطقة في حالة حرب مع توقع توسع نطاق الحرب بجبهات جديدة وبصورة أكبر مما هي عليه الآن، ومع دخول الحوثيون ميدان المعركة وتهديدهم لمنظومة الشحن البحري في البحر الأحمر، رجّح دية أن ذلك قد يدفع بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان لتشكيل تحالف دولي مكون من 38 دولة لوضع حد لتهديدات الحوثيين، والذي من الممكن أن يستدعي تدخل دول أخرى مثل الصين وروسيا وإيران لحماية مصالحها في هذه المنطقة الحساسة من العالم.
وبين أن قناة السويس ستدفع ثمن الصراع في البحر الأحمر إذا ما اتسع نطاق الحرب وتشكّل التحالف الدولي ضد الحوثيين، لافتا إلى أن سفن جميع الدول التي ستدخل ضمن التحالف ستتأثر وتصبح في مرمى صواريخ الحوثيين، مبيناً أنه بذلك ستتأثر حركة الملاحة عبر قناة السويس وتتراجع إيراداتها نتيجة تحويل شركات الملاحة العالمية لخط سيرها وتجنب البحر الأحمر.
وأفاد الخبير الاقتصادي أن تلك الظروف ستزيد من تحديات الاقتصاد المصري الذي يعاني من شح الدولار وارتفاع المديونية وازدياد نسب التضخم وانخفاض قيمة العملة المحلية وستدفع الاقتصاد العالمي نحو الركود.
أما فيما يتعلق بميناء العقبة، وبحسب دية، فلا يوجد حتى الآن تأثير حقيقي على السفن القادمة مباشرة لميناء العقبة، وبالتالي إذا بقيت الأوضاع كما هي الآن دون تطور فلن يكون هناك تداعيات كبيرة على الميناء.
ورجّح أنه في حالة تطور الأمور في البحر الأحمر وخاصة إذا ما تم تشكيل التحالف الدولي، فستكون هناك تداعيات سلبية على الميناء وهذا سيؤثر على مستوردات الأردن من النفط والسلع والتجارة الخارجية وعوائد الميناء وغيرها.