تواجه جبال الهيمالايا مشكلة الاحترار المناخي، والتي تسرّع يوما بعد يوم ذوبان نهر خومبو الجليدي في نيبال قرب قمة إيفرست، وذلك بحسب تقرير جديد نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".

وقالت الصحيفة إن ما يحصل مثير للقلق فلطالما كان جبل إيفرست ونهر خومبو الجليدي بوابة لأعلى قمة في العالم، مشيرة إلى أن التغير المناخي لا يهدد المناظر الطبيعية فحسب، بل يهدد أيضًا سبل العيش التي تعتمد عليها، حيث إن درجات الحرارة المتزايدة والنشاط الصاخب في مخيم Base Camp جبل إيفرست المخصص لمسارات رحلات التسلق، والواقع مباشرة على النهر الجليدي، تشكل تحديات كبيرة.

وتشهد منطقة الهيمالايا معدلا أسرع لذوبان الأنهار الجليدية مقارنة بالمعدلات العالمية، ما يعرض مصادر المياه الحيوية لشبه القارة الهندية للخطر.

وتعتزم الحكومة النيبالية نقل المخيم إلى أسفل الجبل بسبب تأثير ذوبان الجليد، إلا أن القرار قوبل بالرفض لأنه سيطيل عملية تسلق الجبال الشاقة، لاسيما بعدما أصبح خطرا بعد الإبلاغ عن 18 حالة وفاة في العام الحالي.

عواقب أبعد من التسلق

وأكدت "وول ستريت جورنال" أن العواقب تمتد إلى ما هو أبعد من المخاطر الكامنة في التسلق، خصوصا وأن جبل إيفرست يعد ضمن الأماكن السياحية الأهم في نيبال، حيث يوفر أكثر من مليون وظيفة ويسهم بشكل كبير في دعم اقتصاد البلاد.

وفي عام 2022، أسهمت هذه الصناعة بمبلغ 2.4 مليار دولار، لتشكل 6.1% من الناتج المحلي الإجمالي لنيبال، وفقًا لمجلس السياحة والسفر العالمي.

ويعد مخيم Base Camp بمثابة المركز العصبي لهذا النظام البيئي الاقتصادي، حيث يوفر وسائل الراحة الحديثة مثل الكهرباء والتدفئة وحتى مهبط طائرات الهليكوبتر للمتسلقين الأثرياء، إلا أن ذوبان الجليد المتسارع أصبح يثير مخاوف بشأن استدامة المخيم.

ما الحل؟

يقترح التقرير نقل مخيم Base Camp إلى Gorak Shep، وهو موقع أبعد على طول الطريق، لكن هذا الخيار يثير تحديات تتعلق بإمدادات المياه وزيادة الخطر على المتسلقين.

وأشارت الصحيفة إلى أن أخطار أخرى ستظهر عندما يشرع العمال بإعادة فتح الطريق إلى قمة إيفرست، حيث قد تتعرض المنطقة لانهيار جليدي.

وسلط التقرير الضوء على تأثير الأنشطة البشرية في مخيم Base Camp في تسريع ذوبان نهر خومبو، من ضمنها استخدام غاز البروبان، والتخلص من النفايات السائلة برميها في النهر.

وشدد التقرير على صعوبة إنقاذ المتسلقين المحاصرين، مؤكدا أن عمليات الإنقاذ باتت محفوفة بالمخاطر بسبب هشاشة الطريق إلى القمة.

وختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن جبل إيفرست، الذي كان في يوم من الأيام تحديًا مذهلاً، يتصارع الآن مع الحاجة الملحة لمواجهة التحديات البيئية والسلامة الناجمة عن الذوبان السريع للأنهار الجليدية الشهيرة، مؤكدة أن مصير جبل إيفرست وسبل العيش التي يحافظ عليها باتت على المحك، ما يتطلب اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لضمان استمرار سلامة واستدامة القمة الأكثر شهرة في العالم.