بشرى سارة من اللواء الدويري

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن المقاومة ما تزال قادرة على إدارة المعركة باقتدار، مضيفا أن "النصر قاب قوسين أو أدنى، فالنصر صبر ساعة وما النصر إلا من عند الله".

وأوضح الدويري عبر حسابه في منصة "إكس"، تويتر سابقا، إن "ما يجري في غزة من قتل وتدمير لكل مقومات الحياة يفوق الخيال، يعود لعدة أسباب منها الرغبة في الانتقام لما جرى في السابع من أكتوبر عندما تم إذلال جيش الاحتلال وأسر جنرالاته وضباطه وجنوده، كذلك الدعم الغربي المتواصل في الأبعاد السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والتخاذل العربي والإسلامي إلا من رحم ربي، وقبل كل ذلك الفشل الإسرائيلي في تحقيق اي نصر عسكري ولو كان بسيطا".

وتابع الدويري: "رغم كل القتل والدمار لازالت المقاومة قادرة على إدارة المعركة باقتدار، والنصر قاب قوسين أو أدنى، فالنصر صبر ساعة وما النصر إلا من عندالله".

وقال الدويري إن المعارك تشتد وتتوسع في معظم قطاع غزة خاصة في خان يونس ومخيم جباليا والشجاعية، والمهم والأهم أن يد المقاومة هي العليا نسأل الله الفرج والنصر والتمكين".

غالانت "مهزوم داخليا ويكذب على نفسه"

وفي ذات السياق، اعتبر الدويري، حديث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت حول محاصرة جيشه آخر معاقل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة "رسالة داخلية للمجتمع الإسرائيلي ولا تجسد الواقع".

وقال الدويري لقناة الجزيرة، إن الفيديو الأخير الذي بثته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، كان واضحا، مؤكدا أن القتال لا يزال يجري في المناطق الشمالية الشرقية لحي الشجاعية.

وأضاف أن المعارك تقع في الإطار الخارجي لحي الشجاعية، ولم يتم الوصول إلى عمقه حيث الكتلة السكانية والعمرانية، وشدد على أن المناطق التي دخلها من السياج تعد أراضي ميتة وفارغة؛ وصولا إلى شارع بغداد.

ولا يزال القتال محتدما رغم أن حجم القوة الإسرائيلية التي تهاجم الشجاعية -وفق الدويري- قوامها بحدها الأدنى لواء مدرع؛ ما يعني 97 إلى 105 آليات مقاتلة؛ 70% منها دبابات مقابل 30% عربات النمر المدرعة، مدعومة بالجارفات، ويصل الإجمالي إلى 150 آلية إسرائيلية.

وأكد أن القتال يجري من المسافة الصفرية التي تتراوح من صفر إلى 130 متر؛ وهي مدى المسافة الفعالة لأسلحة المقاومة كالقذائف المضادة للدروع والأفراد، وعمليات القنص وإسقاط القنابل اليدوية، والإجهاز على الجنود من نقطة صفر.

ونوه إلى أن كتيبة الشجاعية تاريخيا مع كتيبة التفاح تعد من كتائب القوة الضاربة بالقسام، ولها صولات كبيرة في الحروب السابقة وخاصة في حرب 2014.

وحول شخصية غالانت، قال الدويري إن وزير الدفاع الإسرائيلي يتعامل بأنفة وفوقية عسكرية، لكنه "مهزوم داخليا ويكذب على نفسه، رغم كل ما يظهره من عنجهية ومفردات قذرة في خطاباته"، على غرار وصف الفلسطينيين بـ"الحيوانات البشرية".

ولفت إلى أن شبكة الأنفاق مجهولة ولا يعلمها سوى المقاتلين ولها فتحات موزعة يخرج منها عناصر المقاومة ثم يدخلون مبان مهدمة بعد عمليات رصد واستخبارات لتحركات جنود الاحتلال.

وأكد أن من يقوم بعمليات الرصد يعلم يقينا أنها قد تكون المهمة الأخيرة لكونه مقدما على عمل بمنتهى الخطورة ولكن عليه إنجازه من خلال الحصول على المعلومات وتوصيلها عبر هاتف سلكي؛ ما يؤكد أن منظومة التحكم والسيطرة لا تزال فاعلة.

ويوضح الدويري أن المسؤول الذي تصله هذه المعلومات حول وجود الآليات الإسرائيلية يعكف على إعداد القوة وتحديد عددها بناء على الهدف المرصود، ومن ثم تخرج القوة لتنفيذ المهمة.

يذكر أن صور أقمار صناعية حصلت عليها الجزيرة تؤكد أن جيش الاحتلال لم يتمكن من محاصرة حي الشجاعية حتى العاشر من ديسمبر/كانون الأول الجاري، كما بثت القناة مشاهد لاستهداف القسام دبابات وآليات إسرائيلية من مسافات مختلفة.