أبو الراغب: هكذا رد الملك الحسين على طلب إسرائيل استخدام مطار العقبة

تحدث رئيس الوزراء الأسبق الدكتور علي أبو الراغب عن تداعيات المرحلة الحالية من الحرب على قطاع غزة والمشاريع الاقتصادية الكبرى في العالم والمنطقة، بالاضافة الى مخاطر الشراكة مع إسرائيل.

وقال أبو الراغب لقناة روسيا اليوم، إن مشروع طريق الحرير الذي تريد الصين احياؤه مجددا يهدف إلى إقامة علاقات اقتصادية في منطقة الشرق الأوسط والتعاون العربي الصيني والذي تواجهه الولايات المتحدة بما يعرف بمشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الاوسط.

وبين ابو الراغب ان الصين دخلت الى العديد من الدول في المنطقة والعالم بشراكات اقتصادية كبيرة وسط غفلة من امريكا تجاه هذه العلاقات ما ادى الى بروز مشروع تعاون اقتصادي كبير يكون له بصمة تنموية بمباركة امريكية غربية عبر الاقليم الاسيوي الهندي.

وفيما يخص عملية السلام بالشرق الاوسط، قال ابو الراغب عليها علامات استفهام كبيرة: هل هي حقيقية أم نظرية؟، مشيرا الى ان الاردن لم يشارك في مفاوضات مع اسرائيل الى بداية أواخر الستينيات وبداية التسعينييات وكانت برعاية امريكية ودارت حول الاتفاق الاقتصادي، وكان يطمح الجانب الاسرائيلي الى اقامة "منطقة تجارة حرة" مع الاردن وأكد ان الحكومة برئاسة المرحوم الامير زيد بن شاكر آنذاك قد رفضت هذا المقترح .

واضاف، أن الشارع الاردني لديه حساسية تجاه التعامل التجاري مع اسرائيل بحكم عدم حل القضية الفلسطينية، اضافة الى انه لا يثق بأي مفاوضات مع اسرائيل، مشيرا الى ان هناك بدائل لاستيراد الغاز من اسرائيل حيث نستطيع ان نأخذ من مصر ودول اخرى على اعتبار ان الغاز ليس مادة استراتيجية وحيدة ولها مصادر اخرى متعددة، مشيرا الى ان العلاقات الاقتصادية الاردنية الاسرائيلية في اضعف مراحلها.

وشكك رئيس الوزراء الاردني الاسبق بالمعلومات التي تقول إن الاردن يصدر 50 الف طن سنويا مواد غذائية الى اسرائيل وانه لم يصدر طنا واحدا بعد ذلك، وتابع: "يقولون شيء ويفعلون شيء ولا تأخذ كلام اسرائيل على محمل الصدق" كما انهم يريدون الحصول على كل شيء ولا يردون اعطاء شيء !..

واستذكر ابو الراغب عرض الجانب الإسرائيلي لتنمية منطقة الاغوار والحديث حول وجود تفاهمات فلسطينية واتفاقيات اقتصادية مشتركة وكان ضمن الوفد الاسرائيلي اسحق رابين وشمعون بيريز وآخرين، ومن الجانب الاردني بقيادة جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال وسمو الامير المرحوم زيد بن شاكر ووزير الخارجية ورئيس الديوان الملكي، مضيفا انه شعر انه كان هناك حوار جاد ومصداقية واحترام متبادل وثقة بين الطرفين، وفي نهاية الاجتماع طرح بيريز مشاريع شراكة ضخمة منها في جانب المياه والزراعة في غور الاردن كما تطرق الى امكانية استخدام مطار العقبة كون مطار ايلات قديم وصغير لا يستوعب الحركة للمسافرين والشحن، وعرج الى طلب التعاون مع الاردن لنزول السياح بوجود عناصر امن وجمارك اسرائيليين.

عندها استوقفه الملك الراحل الحسين معترضا وقال: "لن تطأ قدم عسكري اسرائيلي الأردن"، واذا اردتم استخدام مطار العقبة فالأردن هو المسؤول عن ذلك، وعندها اراد بيريز ان يناقش الموضوع الا ان الرئيس الاسرائيلي اسحق رابين قال له "الموضوع انتهى" مشيرا الى ان رابين كان يحترم الملك الحسين ويعتبر كلامه مهما للغاية، وهنا ابدى ابو الراغب عدم ثقته بأي مفاوضات بعد مرحلة اسحق رابين لان اسرائيل لا تحترم اي معاهدات او اتفاقيات .

واكد ابو الراغب على وجود بند في المعاهدة الاردنية الاسرائيلية ينص على انه لا يجوز لاي دولة ان تجبر مواطنين او تجبر أي دولة على استقبال مواطنين مهجرين "الترانسفير" ، كما اشار الى وجود خصوصية للمسجد الاقصى في اتفاقية السلام واسرائيل ارتكبت مخالفات تضمنت انتهاكات متواصلة للمسجد الاقصى والمقدسات في القدس، منوها الى ان القوى الصهيونية العالمية تحكم القرارات الامريكية والاسرائيلية التي تشرعن الاحتلال وتدعم الحروب وهذا ما نشهده حاليا في غزة وقبله في الضفة.

وفيما يخص الدور الايراني، أبدى رئيس الوزراء الاسبق قلقه من عمليات تهريب المخدرات والاسحلة عبر دول عربية الى الحدود الاردنية عبر الافراد او حتى الطائرات المسيرة، مبينا أنه منذ ثورة الخميني ظهرت بوادر لتدخلات ايرانية في الشرق الاوسط، ومنذ ذلك الوقت خرجت النوايا الايرانية بالتوسع والتدخل في الدول العربية ، وهذا يظهر جليا في دول الجوار بالخليج العربي والعراق وسوريا ولبنان.

وختم أبو الراغب، أن الأردن بات يستشعر القلق والخطر على الحدود الشرقية والشمالية وذلك من خلال ما تقوم به مليشيات معروف انها مدعومة من ايران التي لا تظهر نوايا حسنة تجاه الدول العربية، مشيرا الى ان الخلافات بين الدول "الاسلامية -الاسلامية" هي خلالفات قومية بين الفارسية والعربية.