الحسين في العريش.. مبادئ هاشمية وعزيمة معهودة
د. راكز الزعارير
يقوم سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني بجهود عظيمة تمثل ضمير الهاشميين والأردنيين تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة هاشم.
ولي العهد وبتوجيهات من جلالة الملك هب إلى مدينة العريش المصرية على رأس الكوادر الأردنية من نشامى القوات المسلحة، لتقديم المساعدات الإنسانية والإشراف شخصياً على تجهيز مستشفى ميداني أردني جديد ليكون في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، مُجهز بالأجهزة الطبية وبأفضل الكوادر والتخصصات من الأطباء من نشامى الجيش العربي المصطفوي.
مشاركة ولي العهد شخصياً في جهود المساعدات والإغاثة له أبعاد إنسانية تضامنية أولاً، ثم تعبير عن موقف وطني للشباب الأردني والفلسطيني والعربي والعالمي، سيعمل على تحقق نجاحاً كبيراً في تغير الرأي العام اتجاه التضامن مع الشعب الفلسطيني في الأوساط الشبابة في العالم، واسترجاع حقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة.
الأمير قدم نموذجاً إنسانياً كبيراً بإشرافه المباشر ومشاركته الفاعلة على تسيير طائرات الإغاثة الإنسانية للأهل في غزة، في سلسلة قوافل الدعم المتواصلة للشعب الفلسطيني الشقيق، ومن خلال الهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية التي تمثل ذراع الخير الهاشمي الأردني الإنساني إلى المجتمعات التي تعاني الكوارث المأساوية، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية المحتلة.
وكانت تأكيدات ولي العهد بعزيمة قوية واثقة على الحق الفلسطيني الثابت في كل الظروف والأحوال، وأن هذا الحق لا محالة سيتحقق على أرض فلسطين المحتلة عاجلًا أم أجلا. وأن الإخوة الأردنية الفلسطينية متجذرة في الوجدان، لن تتزعزع أبداً لأنها قائمة على أرض صلبة من المحبة والإيمان بوحدة المصير.
مشاركة سموه ميدانيًا كأول قائد عربي بهذا المستوى الرفيع يصل إلى منطقة عمليات الإغاثة الساخنة عسكريًا على الحدود المصرية مع غزة، تشكل حافزًا للآخرين لعمل الخير وتقديم كل المستطاع من الإمكانات لدعم الاشقاء، وما شهدناه من شجاعة متميزة لقيادة سموه فريق الإشراف على تجهيز المستشفى الأردني/2، مفخرة هاشمية أردنية تسجل في التاريخ الإنساني.
يفاخر الشعب والشباب الأردني بسمو ولي العهد الأمير الحسين، وهو رمز وقدوة الشباب الأردني، والمستقبل الواعد المشرق للأجيال المقبلة من ابناء شعبه، وهو الذي نشأ وترعرع في مدرسة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وجلالة الملكة رانيا، على مبادئ عظيمة ورثها كابراً عن كابر تمتد إلى عترة النبوة الشريفة وجدهم الأعظم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
كل الشعب الأردني والفلسطيني والعربي يحي الحسين ابن عبدالله الثاني ومواقفه الوطنية والقومية والإنسانية الكبيرة تجاه الأشقاء في غزة وفلسطين.
إن المساعدات والتضامن تعبير عن الدعم الصادق للأردنيين قيادة وشعبا للأشقاء الفلسطينيين، وما يقوم به جلالة الملك وسمو ولي العهد والشعب الأردني نابع من إيمان عميق وراسخ بالإخوة المبنية على أخلاقيات ومبادئ متجذرة في علاقة وحدة المصير، وأن ما تتعرض له غزة من حرب همجية، تجاوزت كل القيم الإنسانية والقوانين الدولية باستهدافها المدنيين الابرياء والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، التي التجأ إليها المدنيون والأطفال، وتضاعفت أعداد الضحايا والمصابين الجرحى المدنيين الابرياء من ابناء ألشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
نفاخر بسمو ولي العهد الأمير الحسين بهذا الموقف الشجاع والعزيمة المعهودة دائماً لقيادتنا الهاشمية وعميدها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.