نشيدُ الغَضَب
حيدر محمود
على الشاشة الرسميّة للصهاينة، وبتعليماتٍ من «نتنياهو» شخصياً، بثّ الغُزاةُ المحتلّون نشيداً لأَطفالهم يحرّضُ –حرفياً- على قتل أطفالِنا في فلسطين.. وتقول كلماته: اقْتُلوهم في كلِّ مكان.. لنعودَ إلى حراثة «أرضِنا»، وزراعتِها، ونَستريح في ظلالِ «أشجارِنا»..
والغريب أنّ ذلك «النّشيد القبيح» كان بمناسبة «الاحتفال العالمي بيوم الطفولة»!! وللتذكير فقط بلغ عدد أَطفالنا الذين ذبحهم الاحتلال، في حربه على «غزة» خلال شهرٍ واحد ما يقارب الستّة آلاف طفل، من بين شهداء غزة، قَصفاً بآخرِ ما أنتجته مصانع السلاح الأمريكية من قذائفِ الموت والدّمار.. وردّاً على ذلك «النشيد المجنون»، يُنشِدُ أطفالُنا نحن، في كلِّ أَنحاء الدُّنيا هذا النّشيد، ونهديه إلى أرواح الشّهداء (أطفالاً، وأُمهاتٍ وآباءً):
(1)
أَقرأُ «الفاتِحَةْ»
وأُصلّي على دَمِهِمْ
وأَقولُ لأُمّي التي مَنَحَتْهُمْ ضفائِرَها
وأظافِرَها الجارحَةْ:
باركَ اللهُ في رَحِمٍ يَلِدُ الأَنفسَ الجامِحَةْ!
(2)
أَقرأُ «القارِعَةْ»
وأُلملمُ عن ثَغْرِ أمّي السَّنابلَ،
أَزْرَعُ في صَدْرِ أُمّي القَنابلَ،
مَنْ مِثْلُ سَعْفِكِ، يا نخلةً
وُلِدَتْ لتُقاتِل،
يا نخلةً لم تَزَلْ فارِعَةْ
إنَّهُ موسمُ النّارِ، فانتشري يا جدائِلَ أُمّي
جَحيمَ غَضَبْ!
وَلِدي، كلَّ يومٍ، يداً من لَهَبْ
وامْتَطي «صهوةَ الحِقْدِ»،
كوني مُخَرّبةً، متوحِّشةً،
ومشاغبةً مُتَعطِّشَةً للدّماءْ!
واخْلعي عنكِ ثوبَ الحياءْ..
لستِ طيّبةَ القَلْبِ
فاقتحمي يا جدائِلَ أُمّي،
جدائِلَ كُلِّ النّساء!!!