"فتح" تريد موقفا واضحا من إيران

قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، محمد الحوراني، إن ما صرحت به وزارة الخارجية الإيرانية حول حل الدولتين لم يكن جديدا.

وأشار إلى أن الخارجية الإيرانية أعلنت تحفظها على حل الدولتين الذي يعمل في إطاره الفلسطينيين والعرب والمجتمع الدولي".

وأضاف أن إيران تنفرد بموقفها من حل الدولتين دون أن تقول ما الذي تريده كحل للقضية الفلسطينية سوى السير في عملية التحرير.

وزاد "نرى أن إيران تجري حسابات في منتهى الواقعية عندما يتعلق الأمر بها وبمصالحها، حيث تزعم أنها تعادي الولايات المتحدة صباحا ثم تتصالحان ليلا، وتجلت هذه السياسة المخادعة في العراق وأفغانستان، وطبعا في فلسطين.

وأوضح أن إيران تنفذ سياسة مبهمة وأقرب إلى الشعوذة التي تثير حولها الكثير من الغبار للتمويه والتضليل، حيث تقوم بإنشاء علاقة مع فصيل فلسطيني أو اثنين دون أن تقترب من أي علاقة رسمية مع الطرف الفلسطيني الرسمي في إعلان واضح عن نوع العلاقة القائمه على الوصاية والاستغلال لأهدافها الخاصة.

وبين أن إجمال هذه السياسة في الواقع يعبر عن عدم اكتراث الإيرانيين بالشعب الفلسطيني أو بقضيته، "وهذا جزء من أدوات عملهم السياسي الذي ارتضى طرف فلسطيني أن يكون جزء منه وهو يدرك أنه سيضطر إلى أن يطلق لقب شهيد القدس على قاسم سليماني الرجل قتل من ابناء أمتنا من قتل".

ولفت إلى أنه "لا جديد في كل ما سبق.. إلا موقف العراق المتحفظ في القمة العربية والإسلامية المنعقده في الرياض وتحفظه أيضا على ورود (حل الدولتين) في البيان الختامي للقمة"، معللا العراق ذلك بتعارض هذا الطرح مع القانون العراقي، "والذي لم يحدد أيضا ما دام يرفض حل الدولتين ما البديل"، هكذا علق الحوراني.

"ويكأن هذه المواقف تقبل تعويم النضال الفلسطيني وتركه دون هدف واقعي قابل للتحقيق ودون سقف سياسي يحكم أدوات تحقيقه من النواحي النضالية والسياسية والإعلامية  والثقافية"، وفق الحوراني.

وأكمل "بل يريدون منا أن نقبل خرافة عودة المهدي المنتظر من سردابه الذي غاب فيه منذ أكثر من ألف عام ليأتي بعدها ويحرر القدس، وفي الأثناء يمكن لنا أن نصعد الشهداء دون أي إمكانية لأي فكرة أرضيه واقعية لننعم يوما بالعيش كبقية البشر على أرضنا بحرية وكرامة".

وزاد "لا بد أن مثل هذا السلوك والتفكير قد أخذ بعين الاعتبار كثيرا من الحسابات، إلا حساب واحد يتعلق أساسا بحق الإنسان الفلسطيني بالحياة".

واستذكر الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، عندما كتب أنه "يخاف من أولئك الذين يحبون فلسطين لكنهم يكرهون الفلسطينيين، معلقا الحوراني "محمود درويش بحسه المرهف خاف منهم، وأنا لا أصدقهم".