ندوة في مسارات: نتنياهو انتهى وحماس باقية والمصالحة الفلسطينية ضرورة
أقامت مؤسسة مسارات جلسة نقاشية بعنوان، "الضفة الغربية في ظل الحرب على قطاع غزة"، باستضافة عضو المجلس الثوري لحركة فتح الاستاذ محمد الحوراني، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني الاستاذ احمد غنيم وبحضور وزير التنمية الأسبق الدكتور أمين المشاقبة وعدد من الوزراء السابقين والأعيان والنواب والمحللين السياسيين بالشأن الفلسطيني والصحفيين والكتاب .
وفي بداية الجلسة تحدثت الوزيرة الأسبق للتنمية الاجتماعية ورئيس مجلس أمناء مؤسسة مسارات، الأستاذة المحامية ريم أبو حسان، أنه في ظل التطورات الحالية التي تمر على الأهل في غزة والضفة الغربية، وأنه خصصت هذه الجلسة الحوارية للحديث عن الوضع في غزة والضفة الغربية وتوقعات السيناريوهات المقبلة المفتوحة على كل الاحتمالات من حيث وضع السلطة والأمن والتهجير وحكم غزة.
ورحبت أبو حسان بعضو المجلس الثوري لحركة فتح الأستاذ محمد الحوراني، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني الأستاذ احمد غنيم للحديث عن الأوضاع في غزة والضفة الغربية، وإتاحة النقاشات وطرح الاسئلة من الحضور لهم حول ما يجري من أحداث في غزة والضفة الغربية.
وبدوره قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة مسارات طلال غنيمات إن الجلسة الحوارية اليوم سيتم فيها طرح مجموعة من التساؤلات على الضيوف، حول ما يحدث في الضفة الغربية والمآلات، وتساؤلات حول تصورات الانتخابات المقبلة في فلسطين، وحول مشاركة الحركة الإسلامية للمقاومة "حماس" في تلك الانتخابات أو سيتم استبعادها.
وحول الحديث عن فصل غزة إدرايا عن السلطة الوطنية الفلسطينية، تساءل غنيمات حول طرح ذلك على السلطة الوطنية؟، ام إذا كان هذا الطرح مجرد حديث على وسائل التواصل الاجتماعي، مضيفاً لتساؤله حول ما يمارسه المستوطنون داخل الضفة الغربية على سكانها، ووجود 200 شهيد.
وأردف غنيمات بتساؤلاته حول فكرة العلاقة وتصوراتها لحماس وكتائب القسام مستقبلاً مع السلطة الفلسطينية، مضيفاً أن هناك تساؤلات حول نية اسرائيل بالقضاء على حماس ونزعها من السلاح وما الرد حول ذلك؟، مشيرا إلى أن حماس فكرة موجودة كما قال وزير الخارجية أيمن الصفدي، وأن الفكرة لا تموت، فهل هناك تصور للقضاء عليها بشكل كامل؟
وتساءل غنيمات حول وجود تصور لدى إسرائيل بالقضاء جغرافيا وديموغرافيا على فلسطين بشكل كامل؟
وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد الحوراني إن منظمة التحرير تؤكد بأن غزة ليست مفصولة عن الضفة الغربية والقدس، وهذه الفكرة روجها الاحتلال لتكريس الانقسام الفلسطيني وإبعاد حل القضية.وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد الحوراني إن منظمة التحرير تؤكد بأن غزة ليست مفصولة عن الضفة الغربية والقدس، وهذه الفكرة روجها الاحتلال لتكريس الانقسام الفلسطيني وإبعاد حل القضية.
وأضاف الحوراني، خلال ندوة لمؤسسة مسارات للتنمية والتدريب حول "الضفة الغربية في ظل الحرب على قطاع غزة"، أنه لن يتم التعاطي مع هذا الطرح إلا في إطار الحل الشامل للقضية الفلسطينية.
وأوضح أن "الدول الغربية والولايات المتحدة والدول الكبرى أكدت على ضرورة حل الدولتين، ولا يمكن العمل إلا في ظل دخول حركة حماس والجهاد الإسلامي لمنظمة التحرير".
وتابع الحوراني حديثه: "لا يمكن تصفية حركة حماس وهي جزء من النسيج الفلسطيني، خاصة وأن الفكرة ناتجة عن اليمين الإسرائيلي والقصد منها تصفية الحساب مع الشعب الفلسطيني".
وزاد: "نحن أمام مشهد خطير والأردن ومصر حسما موقفهما برفض تهجير أهالي غزة إلى سيناء، وأن انضمام حماس لمنظمة التحرير يتطلب تحررها من التبعية لقوى إقليمية في المنطقة".
وأكد الحوراني أن "سقوط حكومة نتنياهو مؤكد بعد الحرب ومعه الوزراء المتطرفون وقد تبرز قوى سياسية تقبل بالحل السياسي".
بدوره، أكد عضو المجلس الوطني الفلسطيني أحمد غنيم أن التطرف الإسرائيلي برز في هوية الدولة وجغرافيا الدولة التوراتية وهذه الحكومة المتطرفة جاءت لتنفيذ ما تؤمن به أفكار متطرفة.
وقال غنيم إنه "في 7 أكتوبر برز لهذه الحكومة نفسها بدلا من سؤال الهوية سؤال الوجود، واختل ميزان القوى في المنطقة، وكانت هذه الحرب كاشفة حيث احتاجت إسرائيل إلى الدعم الأمريكي اللامحدود لتتمكن من البقاء".
وأضاف أن "الاحتلال يحاول بيع الوهم من خلال زرع الرعب في المنطقة عبر قتل وتدمير الشعب الفلسطيني وإيهام الجميع بأنه لا أحد يستطيع هزيمة الاحتلال".
وتوقع غنيم سيناريوهين في غزة؛ انتصار المقاومة أو القضاء على حماس، مؤكدا أنه "لن يتم القضاء على حماس لا في غزة ولا في الضفة".
وختم حديثه بالقول: "نتنياهو ومكونات اليمين انتهوا وسيبقى الشعب الفلسطيني وكل شيء سيتغير بعد 7 أكتوبر".
المعايعة يطالب منظمة التحرير الفلسطينية بموقف واضح
وقال النائب الأول في مجلس النواب عبد الرحيم المعايعة، إنه يجب الوقوف مع أهلنا في غزة في ظروفهم الحالية وليس بعد الحرب على غزة.
وأكد المعايعة أن الحرب على غزة إن استمرت ستهلك كل شخص في الدول حتى الجالس في نيويورك أو الصين.
وطالب من في منظمة التحرير الفلسطينية بأن يقفوا موقفا واضحا وصريحا بدعم مالي وعسكري ودعم بكل الأشكال لأهل غزة وليس برفع شعارات "ماذا بعد الحرب؟".
وأضاف المعايعة أن هذه الإبادة رسالة يهتز لها عرش الرحمن، مشيرا إلى أن "هدم الكعبة عند الله أهون من قتل المسلم".
غيشان: منظمة التحرير الفلسطينية تخشى من فكر حماس والجهاد
وأكد النائب السابق نبيل غيشان أن قرار الحرب قرار فلسطيني، وأن الدول العربية تدافع عنها ولكن المنظمة الفلسطينية تعجز عن وضع برنامج يضم "حماس".
وأفاد غيشان أن منظمة التحرير الفلسطينية تخشى من فكر حماس والجهاد لأن عليهما "فيتو" لدى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
كما أكد غيشان أن الموقف الأردني كان من أفضل المواقف العربية من خلال الاستماع إلى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وجلالة الملكة رانيا العبدالله ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي "المقاتل الشرس"، مشيرا إلى أن الأردن أول من طرح قضية عدم الفصل بين غزة والضفة الغربية.
الحوارات: إسرائيل تقوم بترحيل الفلسطينيين على مراحل
وتساءل المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات حول وجود تنسيق ما بين الجناح السياسي للحركة الإسلامية "حماس" والمنظمة الفلسطينية، وحول وجود غرفة عمليات مشتركة للحرب الحالية والمآلات بين منظمة التحرير وحماس؟
كما تساءل الحوارات أيضا: ماذا لو رفضت الولايات المتحدة الأمريكية ضم حركة حماس سياسيا إلى منظمة التحرير؟، مشيرا إلى أنها وضعت الجناح العسكري الذي تطلق عليه جناح إيران تحت العقوبات فهل تقبل أن تحرر الجناح السياسي من هذه العقوبات والقبول بأن يكون جزءا من منظمة التحرير؟
وتساءل الحوارات إذا كان لدى منظمة التحرير نية لفتح جبهة مشاغلة لدولة الاحتلال؟
وأضاف أن هناك نقطة مهمة وهي تسليح المستوطنين، مشيرا إلى أنها تحمل في طياتها مشروع إبادة جماعية للفلسطينيين.
وتساءل حول وجود مخطط واضح لعملية تهجير منظمة للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.
وتابع أن هناك تهجيرا لسكان قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب، لافتا إلى أن نتنياهو وغالانت قالا إن حماس انتقلت من الشمال إلى الجنوب، والذي يحمل في طياته وفق الحوارات أن إسرائيل تقوم بترحيل الفلسطينيين على مراحل وبإبادة جماعية، متسائلا حول وجود تنسيق وآلية بين حماس ومنظمة التحرير وجمهورية مصر العربية لتجهيز مخيمات على الأرض الفلسطينية وعدم مغادرتها؟
وأشار الحوارات إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال "أرسلوهم إلى صحراء النقب".
وأكد أن عملية التحرير تسير بخطة ممنهجة، متسائلا حول إن تم وضع خطة لمنع تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم؟
النمري: المقاومة كسرت أنف إسرائيل
وقال النائب السابق جميل النمري إن الموقف الأردني ممثلا بوزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي والموقف المصري يرفض الحديث عن ما بعد الحرب على غزة.
وأضاف النمري أن إسرائيل ترفض وقف الحرب على غزة، وأن المدى الذي تريد السير فيه بالحرب الوحشية غير واضح.
وأكد أنه مهما كانت النتائج فإن المقاومة أثبتت كسر أنف إسرائيل، وحققت ضربة موجعة لهم.
الرنتيسي: القساميون زلزلوا العالم
وقال الصحفي والكاتب أسامة الرنتيسي إن الحديث عن ما بعد غزة هو الحديث عن ما بعد المقاومة الفلسطينية في غزة.
وأضاف الرنتيسي أن القساميون زلزلوا العالم ولم يزلزلوا عقل السلطة الفلسطينية ولا عقل التنظيم الثاني للحركة الفلسطينية فتح، وكأن الأمر طبيعيا وعادياً، مشيرا إلى أنه لأول مرة تكون فيه المقاومة هي المنتصر والبادئ بالحرب وليس العدو الصهيوني.
وأكد أن هذا الأمر يتطلب منا رفع مستوى المراجعات، لافتا إلى أننا ليس لدينا مراجعات ونتحدث عن بعد الهزيمة كما بعد الانتصار.
السعود: السلطة الفلسطينية حُرقت أوراقها
وبدورها قالت الدكتورة أدب السعود إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يؤكد دوما أنه لن يكون هناك دورا رئيسيا في غزة لحماس أو للسلطة الفلسطينية، وأن السلطة تدفع الرواتب لحماس لقتل الإسرائيليين.
وأوضحت أن الدور الذي يتم النقاش فيه حول وجود دور للسلطة الفلسطينية في غزة ليس واردا لدى الاحتلال.
وأفادت أن المسار السياسي للسلطة الفلسطينية تم حرق أوراقه منذ 30 عاماً، وأنها رضيت بتسوية معينة وتنتظر الضوء الأخضر من أميركا أو من اليمين أو اليسار لاتخاذ أي موقف.
وأضافت أنها تتحدث بلغة غير دبلوماسية لأن تلك اللغة سقطت تحت ركام غزة ولا مجال في الحديث بها.
وأكدت أن السلطة الفلسطينية حرقت أوراقها وليس لديها أي خطاب إلا الخطاب الانفعالي الذي نعرفه جميعا، مشيرة إلى أنه ليس من حق السلطة أن تتحدث حول دورها في ما بعد حرب غزة.
الحجوج: القيادة الفلسطينية تشاهد الأحداث فقط
وقال النائب السابق محمد الحجوج إن عملية 7 أكتوبر لم تأتِ من فراغ وكانت نتيجة نكبات الشعب الفلسطيني.
واستذكر الحجوج الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بقوله إنه كان يجمّع ولا يفرّق، متسائلا أين القيادة الفلسطينية منذ 36 يوما في الحرب على غزة، مشددا على الاتحاد من أجل الشعب الفلسطيني.
وأفاد أنه بالأصل منذ ثالث يوم للحرب تشكيل قيادة دفاعية فلسطينية، مؤكدا أن الأردن مع الشعب الفلسطيني، وقيام دولة فلسطينية هو جزء من الدفاع عن الأمن القومي الأردني.
واستهجن الحجوج أن يكون موقف القيادة الفلسطينية يتلخص بشكل المشاهد للأحداث، مؤكدا أن هناك قيادة للمقاومة الفلسطينية ولديها الوطنية الحقيقية.
الزعارير: اليمين المتطرف الإسرائيلي انتهى
وبدوره قال الدكتور راكز الزعارير، إن الحرب على غزة منذ يومها الأول حققت هدفين رئيسيين؛ أولها أنها أعادت القضية الفلسطينية على واجهة العالم، مبيناً أنه منذ 36 يوماً والعالم يتحدث حول غزة وهذا مكسب كبير للشعب الفلسطيني.
وأما الهدف الثاني وفق الزعارير أن اليمين المتطرف الإسرائيلي برئاسة نتنياهو أصبح في خبر كان.
وأضاف أن الهدف الرئيسي للحرب أعلنه عضو حركة حماس إسماعيل هنية بأنه مشروع يُعلن لأول مرة من قبل حماس، وهو مشروع سياسي فلسطيني يعلن على الملأ يقبل بدولة فلسطينية على حدود ال67 وعاصمتها القدس.
وأشار إلى أن هذا الهدف يعتبر مشتركا مع السلطة الفلسطينية وكل أهداف الدول التي حققت عملية سلام مع إسرائيل، مشيرا إلى أن هذا المشروع لم يكن موجودا لدى حماس منذ تأسيسها ولغاية 7 اكتوبر.
وأكد الزعارير أن السلطة الفلسطينية مكبّلة وليست صاحبة قرار أو موقف حر، مشيرا إلى وجود تقصير من قبلها وعليها أعباء كبيرة في المستقبل لإعادة ترتيب الوضع الفلسطيني لاحقاً مهما كانت نتيجة حماس.
وأردف أن في عام 2024 ستتبدل قادة إسرائيل خلال الانتخابات، وبالمقابل ستتبدل قيادات السلطة الفلسطينية، وفق القراءات التحليلية.
وتابع أن القادة القادمين سيكونوا المسؤولين عن طبيعة العلاقة بين إسرائيل ومستقبل الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن المستقبل مُبشّرا ومكسبا من مكاسب 7 اكتوبر.
عبيدات: فقدان الشرعية أوصل فلسطين لهذا الحال
وقال العين السابق الدكتور هايل عبيدات إن النتيجة الحالية التي نراها في فلسطين بسبب غياب المسار الديمقراطي والتشريعي وغياب الانتخابات على مدى 14 عاماً لدى الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى عدم وجود أي دور أو كرسي لحماس داخل منظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية.
وأكد أن فقدان الشرعية هو الذي أدى للوصول بفلسطين على ما هي عليه، والذي انعكس إقليميا على الدول المحيطة وخاصة الأردن.
وأفاد عبيدات أن الشعب الفلسطيني قدم الكثير من التضحيات، مشددا أنه يجب أن يكون هناك تنسيقا بين الموقف الرسمي والشعبي لدى فلسطين.
وزير التنمية الأسبق الدكتور أمين المشاقبة