الأردنيون يكتفون بصوت أبو عبيدة وعينيه.. مقاوم بحجم أمة (صور)

يبدو أن الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، أصبح ضيفًا يوميًا مرحبًا به في حياة الأردنيين.

الضيف أبو عبيدة رغم لثامه أصبح أيقونة شعبية في الشارع الأردني، إذ تراه بالزوايا المحيطة في البيت الأردني الكبير، فقد ظهر المثلم كصورة على الكثير من المركبات، تلك الصورة التي لا تختفي من "الترند" عبر منصات التواصل الاجتماعي في المملكة.

المثلم، وهي الكناية الجديدة التي يتعامل بها الشارع العربي مع أبي عبيدة، في محاولة للتلاعب بخوارزميات منصات التواصل الاجتماعي "فيسبوك، انسجرام، واتساب".. وغيرها، جراء انحيازها التام مع الاحتلال.

أبو عبيدة الذي ظهر خلال المعارك الماضية مع الاحتلال، بات اليوم لا يغيب عن شاشات وهواتف الأردنيين، مع استمرار الحديث عنه في المجالس الخاصة، وحتى في المؤسسات التعليمية بين الأطفال الذين باتوا يقلدونه حتى في الحديث.

وكشفت الصور المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي، متابعات الأطفال واليافعين الخطابات أبو عبيدة المصورة، الأمر الذي يؤكد مدى ارتباط الشارع به كـ"رجل ثائر على الظلم الواقع على أهله".

ويلاحظ أن بعد كل خطاب أو كلمة مصورة لإبي عبيدة، يتصدر اسمه وصوره على منصات التواصل، وحتى عباراته التي اصبحت شعارات تقال ويضرب بها المثال، وعلى سبيل الذكر لا الحصر عبارته:" شراذم الاحتلال" وهنا المقصود جنود الاحتلال الإسرائيلي، وعبارة "حثالة الأمم"، والتي يقصد بها المحتلين، وكذلك جملة "لا سمح الله"، التي باتت تشكل نقدًا ساخرًا في الشارع الأردني بل العربي أيضًا.

ويصف الكاتب، عبد المجيد المجالي، اجماع الشارع العربي على شخصية المثلم، بالقول: "في كل سنوات عمري التي عشتها لم أرَّ الناس تجمع على شخصية مهما علا شأنها، وتتسمر أمام الشاشات لتحفظ خطاباته عن ظهر حب كما تفعل مع هذا الرجل الذي لا شك معه رجال لا يقلون بطولة وشهامة عنه، وما يجعلنا نخجل أكثر وأكثر أنه -ورغم خذلان الجميع لهم- ما زال يبدأ خطاباته بعبارة " يا أمتنا العربية والإسلامية"!.. والله يا سيدنا إنتو أمتنا العربية والإسلامية كلها !".

أما الصحفي علي سعادة، فيقول: "بعد كل مرة بطلع فيها وبخطب وفي كل مرة ينشر فيها فيديو .. اعتدنا أن نعتمد كلمة أو ثيمة تخلد..مثل "لا سمح الله"، "المسافة صفر" ..ما ثيمة اليوم بعد الخطاب والفيديو؟".

ما هو تحليل لغة جسد أبو عبيدة؟

قال الأخصائي والاستشاري النفسي الدكتور عبد الرحمن مزهر، إن الناطق باسم كتائب القسام "أبو عبيدة'، أذاب نفسه أمام قضية فلسطين الكبرى.

وأوضح مزهر في حديث لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، مساء الأربعاء، أن إخفاء "أبو عبيدة" لوجهه رسالة قوية أمام العالم بالإيثار وتغييب شخصيته أمام قضيته ليقدمها على نفسه.

وأفاد أن "أبو عبيدة" على مدار شهر كامل من الحرب في قطاع غزة كان خطابه بنبرة قوية وواضحة وهادئة وتحمل كل الإطمئنان، وبإتقان كبير لمخارج الحروف.

وتابع أن خطاب أبو عبيدة يظهر بالعادة مع موجات صوتية، والتي تظهر بشكل تحفظ إيقاعها، مشيرا إلى تميزه بالثقة والقوة والتفاعل بنفس الإيقاع.

وأردف مزهر أن لغة العينين لدى أبو عبيدة تعبر عن الصدق والثقة الكبيرة بالنفس، وعدم التردد.

وأضاف أن لغة الجسد لدى أبو عبيدة تحمل الكثير من الرسائل القوية، والتي استطاع الوصول بها إلى الاحتلال قبل الفلسطينيين، مشيرا إلى أن الكثير من الاسرائيليين ينتظرون خطاب أبو عبيدة لثقتهم بعدم كذبه، والتصديق بكل ما يقوله.

ولفت إلى أن خطاب أبو عبيدة الذي ينبئ عن الصدق والأريحية كان يتبعه فيديو موثق للعمليات التي قامت بها القسام لمحاربة الاحتلال بمشاهد أخذت من كل الجوانب ومن جميع الجهات، توثيقاً لصدقه بسيطرة المقاومة على الحرب، وذلك لتعزيز البعد النفسي الكبير للمشاهد. 

وتابع مزهر أن أبو عبيدة كان يشير بإصبعه في خطاباته، وهذه لغة التهديد والقوة، لافتا إلى أنه عند بداية الاجتياح البري للاحتلال على غزة خرج أبو عبيدة وهو يرفع "قميصه" الى نصف الساعد، وهذه الحركة تشير إلى البدء بالمعركة جدياً.

وأضاف مزهر أن رفع أبو عبيدة  "قميصه" إلى منطقة "الكوع" إشارة نفسية للتوغل في الحرب بكل القوة.

وأوضح أنه عند التعامل مع أي شخص ملثم يفرض علينا التركيز على القضية التي يطرحها وليس على الشكل، مشيرا إلى أن أبو عبيدة آثر القضية على شكله وحتى على اسمه، وأنكر ذاته أمام الموضوع الأهم.