هؤلاء سيحكمون غزة!
سميح المعايطة
من سيحكم غزة بعد الحرب.. هو السؤال الذي يدور في عواصم اوروبا وواشنطن وعواصم المنطقة، وهناك افكار وأوراق وسيناريوهات يتحدث بها الجميع بما في ذلك السلطة الفلسطينية وربما حتى حماس، لكن الحديث خافت لأن اصوات الحرب هي الطاغية حتى الآن.
الشرط الأهم لغزة جديدة سياسيا وعسكريا هو اختفاء حماس كقوة عسكرية، أما حضورها كقوة سياسية فهو امر ليس من السهل تقبله من اميركا واسرائيل في هذه الفترة، ويحتاج الى تغيير حماس لكثير من تضاريسها التي قامت عليها.
كلها افكار، لكن آخرها ما قاله نتنياهو قبل يومين في مقابلة تلفزيونية ان اسرائيل هي التي تتولى الادارة الأمنية للقطاع وهو رأي خالفه فيه وزير الدفاع وهو من قوى المعارضة كما ان الادارة الأميركية ليست موافقة على اعادة احتلال غزة، وربما يكون بقاء جيش الاحتلال في غزة يتناسب مع فكرة استمرار العدوان فترة طويلة، اي تتوقف الصيغة الحالية للحرب وتبقى اسرائيل على الارض تحاول صناعة واقع امني جديد ومحاولة إلغاء حماس عسكريا في غزة، هذا الامر لن يكون سهلا على الاحتلال فكلفته البشرية قد تكون كبيرة لكنها الطريقة الوحيدة لإعادة بناء واقع غزة - من وجهة نظر الاحتلال- وتأثيرها على امن اسرائيل.
كل السيناريوهات المطروحة ليس لها قيمة اذا فشلت اسرائيل عسكريا، وحتى لو غيرت اسرائيل من شكل غزة العسكري والسياسي فإن الامور ستكون مؤقتة لأن الامر سيحتاج الى عملية سياسية تعطي الفلسطينيين حقوقهم الوطنية والسياسية على أرضهم، وايضا تحتاج غزة الى ادارة شؤنها الحياتية وهذا لن تقوم به اسرائيل.
وفق كلام نتنياهو وكل مايتم تداوله من افكار وسيناريوهات لما بعد الحرب فإن الصيغة الاكثر وضوحا تقوم على بقاء الاحتلال في غزة لإدارة الامور الأمنية وإكمال مهمته العسكرية أما الإدارة الحياتية لأمور غزة فالأمر قد يكون ادارة مدنية دولية تشارك بها جهات دولية عديدة، لكن طريقة تفكير اسرائيل لا تتبنى تسوية سياسية للقضية الفلسطينية لكن غياب مسار سياسي منتج بين الفلسطينيين واسرائيل سيعني حلا أمنيا لن يغير الواقع في جوهره.
ربما لن يكون طرفا واحدا يحكم غزة او يدير أمورها لكن المهم ان يكون لدى الفلسطينيين وفصائلهم المهمة بما فيها حماس تصور سياسي للمرحلة القادمة دون ترك الامور لنتائج العمليات العسكرية او طريقة تفكير اسرائيل، ومهم ان تكون هناك محاولات تأثير على رأي الغرب في اوروبا واميركا في هذا الملف.